|
وقفَ الشوقُ في الضلـوعِ خطيبـا![](clear.gif) |
يذكرُ الصاحـبَ البعيـدَ القريبـا |
و اعتلـى منبـرَ الإخـاءِ بليـغـاً![](clear.gif) |
و انتقـى جـذوةَ الحنايـا لهيبـا ! |
يرتـدي بُـردةَ الجـلالِ كـسـاءً![](clear.gif) |
ويــؤزُ الـفـؤادَ أزّاً (مهـيـبـا) |
قلتُ مَن أيها الخطيبُ – بنفسـي-![](clear.gif) |
ذلـك الصاحـبَ المُحـبَ حبيبـا |
قالَ خيرُ الرجـالِ شعـراً و فكـراً![](clear.gif) |
قلتُ حقّاً وقـد عرفـتُ الأريبـا |
قال مهلاً فلسـتُ أقصـدُ عَمْـراً![](clear.gif) |
دَعْكَ مـن دائـهِ الـدواءِ طبيبـا |
عمرو أغوى الصِحابِ إن شئتَ مَكراً،![](clear.gif) |
أقصـدُ الآمـنَ الأميـنَ المريـبـا |
قلتُ إن لم يكن عميـراً فمـن لـي![](clear.gif) |
من كِبارِ الصحـابِ شِبّـاً وشِيبـا |
قـالَ لا هـؤلاءِ شيخـاً كبـيـراً![](clear.gif) |
لا و لا هــؤلاءِ غِــرّاً ربيـبـا |
قلتُ أفصِح تشابهَ الصحْبُ عنـدي![](clear.gif) |
قـالَ :فـذّاً وعاشقـاً ومُنيـبـا |
لا سعيـداً تـراهُ يُشـرقُ سِـنّـاً![](clear.gif) |
لا ولا غاضبـاً تعيـسـاً كئيـبـا |
لو تـرى : راهبـاً مُحبّـاً وقـوراً![](clear.gif) |
راكعـاً ساجـداً تقـيّـاً غريـبـا |
مُشرعَ القلبِ باسطَ الروحِ عِشقـاً![](clear.gif) |
فارهَ الشـوقِ والشعـورِ خصيبـا |
قائمَ الليلِ ساهـرَ الطـرفِ وجـداً![](clear.gif) |
ألمعـيَ الأفكـارِ حُــرّاً نجيـبـا |
قلتُ يكفي فقد عرفـتُ الحريـري![](clear.gif) |
كنتُ مذ كنـتُ حاذقـاً و لبيبـا |
جئـتَ بالحـقِ إذ أعـدتَ نديمـي![](clear.gif) |
لفـؤادٍ مـا زالَ طَلقـاً رحيبـا ! |
قالَ أحسنتَ لـن أزيـدَ فحسبـي![](clear.gif) |
أن تُقيـمَ القريـضَ حبّـاً مجيبـا ! |
قلتُ جَمْعاً هيّا استووا يا ضلوعـي![](clear.gif) |
قد أطـالا عنّـي الرحيـلَ مغيبـا |
فهمـا الصاحبـانِ قُربـاً وبُعـداً![](clear.gif) |
لهمـا أكبـرُ الـوفـاء نصيـبـا |
صلّيا في الفؤادِ - حيثُ أقاما-![](clear.gif) |
فرضَ وِدٍّ وما أقاما الصليبا |
لستُ أخشى العتيدَ إن قلـتُ أنّـي![](clear.gif) |
صادقُ الحـبِ أو أخـافُ الرقيبـا |
في رضا الواهبِ القديـرِ اجتمعنـا![](clear.gif) |
وكـذا كنـتُ للغريـبِ نسيبـا |
فهما فـي الفـؤادِ جـارانِ لحـداً![](clear.gif) |
ويقيمـانِ مـا أقمـتُ عسيبـا ! |