بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و بعد ,
غزة لا تنصر بالدعاء....... فقط .... يا مشايخ الفضائيات...!!!
إنّ ممّا كثر سماعه على شاشات الفضائيات إبان الحرب على غزة من كثير من(العلماء) هو التشديد على وجوب نصرة أهل غزة الذين تشويهم قنابل الوحش (الاسرائيلي ) بالدعاء!
بالطبع تخصص لهذا الموضوع البرامج و تستضاف الشخصيات و تفرد الساعات و الكل يُسهب و يُطنب في فضل الدعاء و أهمية الدعاء ..., و إنّ المسلمين اليوم يواجهون حربا أخطر ما فيها هو أن الاسلام يُضرب فيها بالإسلام , و تواجه أحكامه بأحكام مثلها , فتختلط الرؤية عند الكثير .
طبعا الدعاء هو العبادة كما ورد في الحديث الشريف؟
و لكن أليس للدعاء أحكام؟
أليس لاستجابته سنن لا تتخلف؟
ألم يخبرنا ربنا جل و علا أنه لا يقبل دعاء دون عمل و حسن أخذ بالأسباب؟!
بلى أخبرنا,
فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟!
إن المولى عز و جل قد سن سننا لا تتخلف و جعل من أجل سننه أن حسن التوكل عليه_ لا التواكل _ موجب للاجابة ,و من حسن التوكل عليه الأخذ بالأسباب التي جعلها في كل شيء .
يقول علماؤنا يجب الأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ,ثم التوكل على الله تعالى و كأنها ليست بشيء .
ففي غزوة بدر جهّز الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الرجال و أمّن لهم السلاح و استشار أصحابه _رضوان الله تعالى عليهم أجمعين_ ثم رسم الخطة و بنى العريش ... و بعد ذلك كله رفع يديه بالدعاء <<اللهم نصرك الذي وعدتني>>هكذا يكون الدعاء و هكذا يُستجاب , عندما يكون الجهد و العمل , و هكذا يريدنا الله تعالى أن نتعامل معه؛ لذلك فإنه صلى الله عليه و آله و سلم يوضح لنا معالم الطريق إلى الله سبحانه و تعالى , و يقطع دابر المتواكلين الذين يحبون أن غير ذات الشوكة تكون لهم , فيخبرنا أنه تعالى لن يستجيب دعاء القاعدين إذ يقول رسوله الكريم صلى الله عليه و آله و سلم <<لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر , و لتحاضنّ على الخير , أو ليسحتكم الله جميعا بعذاب , أو ليؤمّرنّ عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم>> رواه أحمد.
إن الدعاء لا يمنع (صواريخ) إسرائيل دون مواجهة و جهاد.
إلى متى ستبقى دعوة علمائنا تتناول كل شيء إلا النصرة الحقيقية لأهلنا؟
غزة تنصر بدعاء مع دعوة ربانية للتغيير , تغيير العقول المضلَلة و الأفهام المثَبطة , تغيير من يمنع كل أذى عن أعدائنا و كل نصرة عن إخواننا , فمن أنتم أيها المضللون عندما تقولون( لا يسعنا إلا الدعاء )؟!
و من أنتم كي تحجروا ما وسعه الله ؟ بلى و الله يسعنا ما وسع السابقون الأولون الذين أخذوا على يد الظالمين حتى كسروها و رفعوا راية العزة و النصر , ما أشدّ فرح(إسرائيل) و من وراءها من حكام المسلمين بدعواكم التي لا تري الأعادي أي بأس!
دعوى تتلاعب بلأحكام و تبدل السنن تضع الدعاء مكان الدعوة , و تضع المقاطعة مكان الجهاد.....
إن غزة تنصر عندما نكسر قيودنا و نقيم شريعة ربنا و نرفع لواءنا الذي يتشكل تحته جيش المسلمين الذي يعيد كل فلسطين بأمر خليفة المسلمين بإذن الله تعالى .
قال صلى الله عليه و آله و سلم :<<و الله لتأمرنّ بالمعروف و لتنهونّ عن المنكر و لتأخذنّ به على يد الظالم و لتأطرنّه على الحق أطرا , أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض و ليلعنكم كما لعنهم>>. أخرجه الترمذي.
يا مشايخ الفضائيات لم يكفنا تضليلكم و عبثكم بأحكام الاسلام و تمييعها و حرفها عن مسارها بل نسمع صراخا وعويلا كاذبا على أهل غزة هاشم من الدول العربية والاجنبية بأشخاصها وتنظيماتها وعلمائها ومفكريها والهيئات الدولية بأعضائها بدعوى الحرص على غزة واطفالها ونسائها وبنيتها التحتية والخدمية ولكنه يُرى مما ظهر من هذه التصريحات انها ليست حقيقية لأنها لو كانت حقيقية لاستخدم كل صارخ ما امكنه لوقف هذه الجريمة ولكنهم استخدموا جميعا نمطا واحدا هو السنتهم ودعوتهم للجماهير للتظاهر مساندة لأهل غزة فهل أهل غزة بحاجة الى مثل هذه النصرة ؟
بل و خرج علينا من حرّم التظاهرات من علماء السلاطين
ان النصرة في تاريخنا الإسلامي كما نعرفها كانت نصرة حقيقية تؤدي بالفعل لرفع الظلم ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف ومن الصور التي تثبت ذلك :-
عندما اعتدا يهود بنو قينقاع على المسلمة في سوقهم اثار لها احد المسلمين لنجدتها لم تكن ردة فعل النبي (صلى الله عليه وسلم ) مظاهرة في المدينة بل كانت جحافل تحركت وقلعت العشيرة اليهودية من المدينة .
عندما اسنجد عمر بن الخطاب بعمرو بن العاص والي مصر لينصر اهل الحجاز في عام المجاعة لم تكن نصرته بمسيرة من مصر الى الحجاز بل كانت بقافلة برية محملة بالطعام اولها في المدينة وآخرها في مصر ووعده بالحمل على البحر ان استطاع .
عندما صرخت مسلمة في ارض الروم (عمورية) وامعتصماه
لم يسير المعتصم مسيرة مليونية لنصرتها بل سير جيشا جرارا ارهب اوروبا من وراء عمورية .
إن النصرة لاتكون إلا بهذه الصور والاعمال وامثالها وليست بالتصريحات والمسيرات لاننا كيف لنا ان نقبل نصرة تتمثل في طلب النزول الى الشارع لحماية اهل غزة ممن يملك صواريخ مداها 1800 كم شهاب بارقامها الكثيرة ؟
ترى اذا كانت هذه الصواريخ ليست لرد اعتداءات اليهود على المسلمين ولا لضرب الامريكان على شواطىء اصحاب هذه الصواريخ ترى فلمن اُعدت ؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف نقبل الصراخ والعويل على اهل غزة ومطالبة الناس بالنزول الى الشارع ممن يملك 28 الف صاروخ ؟
كيف نقبل الصراخ على اهل غزة ممن يملك 584 طائرة مقاتلة حسب احصائيات معهد سيبري السويدي للدراسات الإستراتيجية ؟
كيف نقبل التحريض على انتفاضة ثالثة ممن يعيش في قصور الامويين وعلى انقاضهم وانقاض حضارتهم ويدوس تراثهم بسيارته الواقية من الرصاص التي منحه إياها الذين قضوا على دولة هذه الامة وتراثها ؟
كيف نقبل ممن يلقي نفسه في احضان هذه الانظمة المجرمة ويثق بها والتي بعضها يملك جيشا ومخابرات وشرطة بقدر تعداد اليهود في فلسطين ومن عقر داره ومن على منصته يصدر التهديد لأهل غزة ؟
إن الصراخ على غزة و أهلها من هؤلاء ليس مقبولا ولا صحيحا ولا حقيقيا , لانهم حسب ما يبدو من تصريحاتهم المطالبة بالمظاهرت والنزول الى الشوارع احتجاجا على ما حصل وليس المطالبة بتحريك الجيوش...!!!
إن الضالعين في هذه المؤامرة , هم الاعلى صراخا وهي الدول التي تسمي نفسها دول الممانعة , ومن لف لفهم , ودار في مدارهم , وسكن قصورهم , و تمتع بحمايتهم ,و أموالهم , و نفذ مطالبهم و رعى مصالحهم على حساب دينه و أمته , ومن وثقوا به فتعسا له ولهم .