ماما
اليوم تعد ملاحق الجرائد كلمات في ذكرى العام الأول لرحيل الدفعة الأخيرة من المنتفضين ... وتصّدر اسم نزار القائمة ...
تلميذات من الصف السادس سألنني بالأمس إن كنت صائمة ... واليوم عاد وجه نزار ... ويبدو أنني سأظل أذكر نزار كلما نوية الصيام ....
أختي الغالية أم نزار حدثتني بعد أيام من استشهاد ولدها – ابن الصف التاسع – أنها ممن يحبون الصيام كل اثنين وخميس طول العام ، وقد تعود الجميع ممن هم حولها على ذلك ... لكن نزار لم يكتفي بالتعود على أن يجد أمه تصوم كل هذه الأيام .. بل تعود بدوره على أن يحتفظ لها بجزء من مصروفه ؛ ليفاجئها ببعض الحلويات والمسليات عند الغروب .....
بعد أيام من استشهاده ... ولأنها أم .. قامت أختى لترتب وتنظف منزلها .. وأثناء تفقدها للثلاجة ... وجدت كيسا غريبا محكم الاغلاق ... قالت : سألت الجميع عن هذا الكيس .. فأنكروا أي علم به .... قالت : فتحته ؛ فوجدت فيه تشكيلة من الشوكلاته وعلب الفواكه و ـ ... وورقة ... عليها كتب : ماما ... صوما مقبولا ، وإفطارا هنيئا ......
نزار ... ها قد جاء الغروب ... و... يلمحون لنا بالنسيان ... الكل يتجه غربا ... هم لا يعلمون أنك أقوى من الغروب .....