صورة لؤي ستنمو في حقول الهزيمة إبرة....تخز قلوب وضمائر الناكصين....
كنت قد كتبت شيئا حين طالعت وجهه الصامد على شاشة الجزيرة ودفنته،حتى قرأت حروفك هذه
فأخرجته،عساها تسعفني القريحة لإكماله:
تشـــْهقُ الآنَ روحــِي..
وينشقُّ صَدري
ويهرب مني فؤادي إليك
ويأبى الرجوع إليّْ
وينتفض الدم وسط عروقي
فتفضحني رجفة في يديّْ
وتسبقني دمعة كنت خبأتها في عيوني
ليوم كهذا...
وأغرق في مشهد الخيبة العربية
والوجع العربيّْ
على شاشة تستبد بحزني الكبير وجرحي النديّْ
هل ترى سوف تعذرنا يا بنيّْ؟
لأنا اختبئنا وأنت تدافع عنا وعنك
وتكتب تاريخ عزتنا الدمويّ
وتسكب ماء الطفولة كي ترتوي الأرض..
طوبى لعينيك أطفئتا
كي تظل القضية مسرجة في ظلام العمالة والبيع والمنطق الهمجيَّ...!!
فدتك عيوني وأعين من ساوموا بك أعداءهم
يا حبيبي الصغير الفتيّ
ويا ضوء قلبي أنا يا لؤيّ..!!
حين نأوي إلى ليلنا كي ننام
ونهرب من صمتنا ونخدر تفكيرنا وضمائرنا..
سوف يطلع صوتك من جهة لا تنام بأحلامنا
سوف تخرج صورتك الذابلة
ونبرتك القاتلة
لتوقظنا فزعين
وتلقي في نفسنا ما تشاء من الأسئلة
ثم تمضي وفي شفتيك ابتسامة سخرية
من ذهول الكلام على الألسن المثلقة
باستكانتها
وبذلتها
وفضيحتها المخجلة
أيهذا الصبيّْ
إلى أين تمضي
وتتركنا هكذا عاجزين على أن نحل بخيبتنا المسألة
أيهذا الصبيّْ
لا تكن قاسيا
مثلما نحن كنا قساة عليكْ
ومدَّ إلينا يديكْ
وبسمة قلبك أو شفتيكْ
لنعرف أنك تعذرنا
فنحن صمتنا
وأنت تصمم أن تصف الصمت بالمهزلة
أيهذا الصبيّْ
يا حبيبي لؤيّْ
كل يوم أراك تمر بأحلامنا فوق طائرة الأسئلة
لتلقي فوق ضمائرنا قنبلة..!!
يا لؤيّْ
ضوء عينيك يكنس أرصفة الخوف
يمنحنا فرصة كي نعيش كما يجبُ
وصوتك يلقي بموقد أعصابنا حطبا
عسى في الشوارع يشتعل الغضبُ
عسى يا بنيّْ
يا حبيبي لؤيّْ
يستفيق على صوتك العربُ..!!
تصبَّرْ على موت العرى والضمائرِ
فلا تـــــذعن الأيام إلا لــــصــــابرِ
سُلــــبت نهارا في العيون طلوعه
فعوضـــك المـــولى بنور البصائرِ
وأهداك من نخل الإبــــاء جــدائلا
فلله طفل صــامد غـــير صاغــــرِ
ألا قـــمْ توضـــأ ثــــم صـلِّ جنازة
على روح من باعوا الــبلاد لكافرِ
ومُدَّ يدا لله لم تـعــــرف الـــخنـــا
ولم تتعفرْ فــــي وحــــول الكبائرِ
عسى ينجلي ليل الحصـار بدعوة
ويفضح ربّي مسرفا في التـــآمر
ســــلام عــــلى أهل النضال بغزة
فإنهمو مثل الصــــقور الكواسر
لؤيّ فدى عينيك أعـــــــين أمة
تواجه نيران العدى بالحــــناجر
تقبَّلْ سلامي واعتذاري فليس في
يديَّ سوى شعر عديم الأظــــافر
وهل تنفع الأشعار في الحرب أمة؟
وربيَ كلا بل سيوف العســــــاكرِ
ولكنني عجزا سأنثرها عــــــسى
تُبرد نارا أحرقت قلب شاعــــرِ
شكرا لقلبك أيها الشاعر على ما أيقظته بهذه القصيدة/الإبرة
أتمنى أن يسعفني الصبر ضمادة لنزف قديم صحا بين حروفك اليوم!!