بسم الله الرحمن الرحيم
افطر معي ( 14 )
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد
و على آله و صحبه أجمعين
أما بعد
أعجبني موضوع طريف في :
البخل و نوادر البخلاء
فرأيت أن يكون هو موضوع حلقتنا اليوم من قبل الإفطار .
قال تعالى في محكم التنزيل :"الذين يبخلون و يأمرون الناس بالبخل و يكتمون ما آتاهم الله من فضله "
النساء 37
و قال صلى الله عليه و سلم محذراً أمته من البخل :
" إياكم و الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم "
رواه أبو داود
لغويا :
البخل هو أن تضن بما عندك و لا تجود به
فهو على النقيض تماما من الجود الذي اتسم به صلى الله عليه و سلم
و كان أجود ما يكون في رمضان .
فالبخل أحبائي من أرذل الصفات .. حتى أن أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما قالت :
لو كان البخل سربالاً ما لبسته
و لو كان طريقاً ما سلكته .
و قيل أن أشهر بخلاء العرب أربعة :
( 1 ) الحطيئة
فقد مر به رجل و هو بباب بيته و في يده عصا غليظة
فقال الرجل : أنا ضيف
فأشار الحطيئة إلى العصا و قال إنما أعدت هذه للضيفان .
( 2 ) حميد الأرقط
و قد كان يهجو ضيوفه بل و كان فاحشاً عليهم .
يقال أنه نزل به ضيوف ذات مرة فأطعمهم تمراً و يقال أنه أكلهم النوى .
و قد هجا ضيفا نزل به مرة :
ما بين لقمته الأولى التي انحدرت و بين أخرى تليها قيد أظفور
( 3 ) أبو الأسود الدؤلي
يقال أنه تصدق مرة على مسكين بتمرة فقال له جعل الله نصيبك في الجنة مثل هذه .
و هو القائل : لو أطعنا المساكين في أموالنا لكنا أسوأ حالاً منهم .
( 4 ) خالد بن صفوان
فكان يقول للدرهم و الله لأطيلن حبسك في هذا الصندوق ثم يضعه فيه و يحكم الأقفال .
و من أشهر ما قيل في وصف قوم بالبخل ما هجا به جرير بني تغلب
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهمو و استوثقوا من رتاج الباب و الدارِ قوم إذا استنبح الضيفان كلبهمو قالوا لأمهمِ بولي على النارِ فتمنع البول شحاً أن تجود بهِ و ما تبول لهم إلا بمقدارِ
فيا رب إنا نعوذ بك من البخل و الشح
و نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا
و ختاما أتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم
إن كنت قد فعلت ، فسامحوني
و إن لم أكن ، فموعدنا غدا إن شاء الله في وجبة جديدة
و تقبلوا وافر حبي و امتناني
د. جمال مرسي