قذفتني مرَّة أمواجُ الحياة ,,,فوجدت نفسي عند أقدام حديقة رائعة
دخلتُها
فبهرتني أشجارُها, وأزهارُها, وهندستُها, وأنوارُها
فقالت لي نفسي
إن كنتِ عابرة سبيل ,,,فليس لك إلاّ أن تقطفي ثمرةً وزهرةً ,وتشربي جرعةَ ماءٍ وتنصرفي
وإن كنت ضيفة ثقيلة ,,,فلن تكوني أكثر من فزّاعةٍ محشوّةٍ بالقش ,,مربوطة على جذع شجرة ,,تلعب بها الأرياحُ ,,وتخافُها العصافير
وإن كان صاحب الحديقة طيبا,, ومنحك إقامة,,, فلن تكوني إلاّ تمثال رخام, تقف ليل نهار قرب بركة جميلة
تتدفّق المياه من أصابعِك وأنتِ لا تعلمين !!
ساعتها,,, فكّرت قليلاً, وصرخت صرخةً شقت أعبابً الفضاء
أريد حديقتي الخاصة !!!!
,أين أنت يا حديقتي ؟؟؟
يا حديقة جدّي وأبي وأهلي
أريدُك
ولو كنت مليئة بالأشواك والأحساك والصخور !!!
أريدُك
حملت رياحُ الغرب صرختي ,,وما زالت تدور بها مقهقهة,,,
وبعد حرب لبنان 2006 تموز, كفّت الرياحُ عن القهقهة,
وامتقع وجهُها بعد حرب غزّة .
وها هي تبحث لنا عن خدعةٍ جديدة
وتقدِّم ذا الوجه الأسود,, والإسم المسلم !!!!
لتقهقه من جديد!!!
***
ليس الوطن أرضاً تمتلكها,, أو بيوتاً
إنّما الوطن كرامة,, وعزّة في النفس
ومن عرف قيمة الكرامة والعزّة ,
عرف قيمة الوطن
***
إذا كان المرء من المتعصبين لإسمه, أو دينه, أو قوميّته
فليتخّيل للحظة
أنه يعيش على كوكب الأرض وحده ,
وكل شيءٍ ملكه,, وتحت أمره,
لا يستطيع أن يحبّ,, إلاّ خيال وجهه على صفحة ماء ,
ولا يستطيع أن يستعدي,, إلاّ ظلّه الذي يصبح مثله مرّتين عند الأصيل,
ولا يستطيع أن يكلّم,, إلاَ صدى صوته الذي تردّده الغابات والوديان ,
أفلا يغرِق نفسه في أوّل بحرٍ يقابله؟
ليرتاح من نفسِه
وإسمِه, ودينِه, وقوميتِه, معاً
؟؟؟؟؟؟
ماسة