|
وقفتْ على باب الجمالِ مَطيتّي |
ترجو النوالَ، ولا نوالَ يزورُ |
وغَفَتْ على قلب المحبِّ عروقُهُ |
ثكلى ذوَتْ، والصبرُ فيه نميرُ |
والصبرُ لو عقلَ الكلامَ لقالَ لي |
ثقلٌ على كَتِف الزمانِ.. صبورُ |
وظللتُ أحزمُ للبيانِ أزمَّتي |
حتى اعترتني أبحرٌ وطيورُ |
أبصرتُ في البحر الجليلِ معابراً |
فسلكتُ فيها، واليراع يغورُ |
طفقتْ تصفُّق للحروفِ أجندتي |
وبدتْ تعانق في السطور.. سطورُ |
إني رسمتُ إلى المسيء قصائداً |
تُدعى إناثا.. والحروف ذكورُ |
عن ناطقٍ حفِظَ البيانُ بيانَهَ |
وكلامُهُ إن غاب فهو حضورُ |
عن سيدِ الأخلاق مالكِ أمرها |
يعيا فمٌ في وصفهِ ويحورُ |
السيدُ السندُ الرسولُ محمدٌ |
صدرُ الزمانِ بقوله محفورُ |
يا سيدي لم يبصروا أنَّ الدجى |
يشتاق وجهَكَ دائباً، فينيرُ |
(يا سيدي ما خابَ فيك مؤملٌ) |
فلقد أذيتَ، وما اعتراك نفورُ |
وأتاكَ جبريلُ الأمينُ مسائلاً |
هل يُطبِقُ الطّودَيْنِ، ثم يسيرُ |
فحكمتَ أن يُستل من أصلابهم |
رجلٌ يوحِّدُ، والرجالُ تثورُ |
يا سيدي والقلبُ يكتب أنة |
ممَّا سرى في حوضِنا .. ويسيرُ |
يا خاتمَ الرّسْل الكرام وقَرْمِهم |
ما عاد للحرب الضرام أميرُ |
قد أجدَبتْ فينا الرجولةُ وارعوى |
شوقٌ إلى حممِ الوغى، وسرور |
والصمتُ حجَّ وحجُّهُ متكبّرٌ |
والذل طافَ، وسعيُهُ مشكورُ |
والنذلُ سبَّك، لا عدمتُ غباءَه |
فالسبُّ في حرم العظام، نشورُ |
والغرُّ لو سبَّ النجومَ تشهُّراً |
يبقى صغيراً، والكبيرُ كبيرُ |
يقفُ الذبابُ على الجبال مطنطناً |
يختالُ فوق رؤوسِها ويدورُ |
وكأنَّما صوتُ الحقيقة قائلٌ: |
الطودُ جذرٌ... والذبابُ يطيرُ |
صُبُّوا على وجهِ المسيءِ منيَّتي |
إن كان يخمدُ في الفؤادِ سعيرُ |
ما عاشتِ الأقلام، صاح مدادها |
إلا تَرَدَّدَ في الفضاء زئيرُ |
(صلى عليك الله يا علمَ الهدى) |
ما جنَّ ليلٌ أو تبسَّم نورُ |