|
بأيِّ حديثٍ أبتديكَ وأخبرُ |
وأيُّ كلامٍ بعد فقدكَ يُبهرُ |
وأيُ شموسٍ بعد شمسك يعتلي |
على هامها ضوء النهار ويُزهرُ |
أرى العين تمضي في سماءٍ تباعدت |
وتُشقى بليلٍ في المتاهةٍ يُبحرُ |
سلاماً فقد أودعت فيَّ تمزقاً |
يظل مدى الأيام في القلب يعصرُ |
وحمّلتني ما لا يطاق أحتمالهُ |
وجرّعتني كأساً به الهمُّ يقطرُ |
أعيش حياتي مثقل الروح بعدكم |
وأصحبُ حزناً دونه الموت يقصرُ |
وأحمل أوراقاً وبعض دفاترٍ |
وأطلالَ أحلامٍ بها الروحُ تزخرُ |
أُعبَّأُ بالآهات في كلِّ لحظةٍ |
وأُقتَلُ حياً في أسايَ وأُقبرُ |
أُكتِّمُ فيك الشوق لمّا تزاحمت |
عليَّ همومٌ في سنيَّ تُبعثرُ |
تظلُّ مسافات السنين تغور بي |
وترهقني بُعداً وفيَّ تُجرجرُ |
أُحدِّثُ نفسي في أمورٍ كثيرةٍ |
وأصغي إلى الأصوات علَّكَ تجهرُ |
وكنتَ الذي من قبل تملأُ خلوتي |
فكيف وأنتَ الآن تنأى وتهجرُ |
وتتركني وحدي أُحمَّلُ بالأسى |
وأزجي بروحي والدموع تَحَدَّرُ |
فلستُ أُقضِّي الليل إلاّ مشتتاً |
وما أسطعتُ يوماً عن فراقك أصبرُ |
ينازعني شوقي إليك وحسرةٌ |
تجول بقلبي ما حَييِتُ وتهصرُ |
ويُفزعني سيفُ الظلام بغدرهِ |
ويُسلبني فجراً به العينُ تُبصرُ |