تخلتْ عنك السواحلْ
فلا أنتَ هذا الصبيُّ المبللُ بالصحو ِ
يمضي مَعَ الغيمِ والأشرعَةِ
ولا أنتَ تلكَ المراجلْ
على بعدِ عينينِ خضراوتينِ
مِنَ الحُلْمِ والماءِ والتجربةِ
تخلتْ عنكَ السواحلْ
لمنْ تبيعُ النشيدَ اليومَ والجُمَلا وتَرْسُمُ الجُرحَ مَوتورًا ومكتمِلا وتغرفُ الماءَ مِنْ قِيعانِه الأولى كأنَّهُ الغيمُ إنْ تأذنْ لَهُ هَطَلا منْ أولِ الدَّهرِ أنتَ الماءُ لو شربوا لكنَّهم ظَمِئوا فاسْتَسْقَوا الأمَلا
كلُّ هذا الليلُ لي يا صَاحِبي
أين ابتكارُ النورسِ المذبوحِ
أين الغابُ أين النارُ
أين الماءُ
أين اللازوردُ الآنَ
إنَّ الريحَ تَجرِي
بالنقيضْ
لمنْ تَعُدُ الخُطَى يا منْ تُعانِدُها فَتقطعُ الدربَ مَرهونًا ومُرتَحِلا أللخواءِ السدى للريحِ تبهمُهَا أم للذي لا يرَى في ريحِكَ المُقَلا
يحيى سليمان
مصر
28-12-2008