الــقــيــامــة
-1-
مات َ
عذْراً إذا لم أجِدْ ليلَهُ الأقصى
طعْمُهُ حالِكٌ
والعراءُ على شفتيه أنا
2 ـ
أنا ضائعٌ....
مِنْ أينَ أعرفُ إصبعي من بينِ آلاف
الوجوهْ ؟
ناديْتُ في الأصقاع ليس فمي سوى
شَفَةٍ على شَفَةٍ
نَعَمْ، كم أخبروني أَنَّ لي قلقاً يُسَمَّى
في يديَّ دمي...
وفي أني كثيراً ما أُعَدُّ مِنَ الهَباءْ
لَنْ أرحَلَ الآنْ
البيتُ يبصقُ بابَهُ نحو العراءْ
لنْ أخرج الآنْ
السقْفُ بدَّدني وبدَّد ذاتهُ
فَخَرَجْتُ لكنْ لم أحِنْ بعْدْ.
في الموتِ لا أحدٌ يواجهُ بعضَهُ
مُتْ يا أنا..
لا أستطيعْ
حتْفي يُعَدُّ على الأصابعِ
مَنْ تُرى قدْ عدَّني فاندسَّ
يبدأ بالعصافيرِ العتيقهْ. ؟
أمشي النعاس مِنَ اليمينِ إلى اليسارِ
ولا أرى حُلُمي...
دمي لم يستطيعوا أَنْ يزيحوني إليكَ
فيملؤوكْ.
أحبابنا رحلوا كثيراً
فَعَرَفْتُ أنَّ البابَ مِنْ أخطائِنا.
3 ـ
أنا واحدٌ
لِمَ أخْطَأتَ عدِّي ؟
فصِرتُ أُسرَّبُ للنارِ شيئاً فشيئاً
أَحَقَّاً تُريدُ يديَّ؟...
بماذا سأفتحُ صوتي لأُخرِجَ ما يتبقَّى
مِنَ العشب...؟
لا ماءَ
لا شمسَ
هلْ أخْبِرُ الشمسَ أنيَ أحدثُ
في الليلِ حتى تجيءْ. ؟
أُباعدُ بين ضلوعيَ
خِشيَةَ أَنْ يطرقَ الحزنُ بالحزنِ
أَوْضَحُ مِنْ شفتيْ لا يزال دمي
كَمْ بكيْتُ ولم ينبشوني لأخرجَ
رأسيَ لن يتفقدّني واحداً واحداً.
لماذا أظلُّ. ؟
4 ـ هامش (1) للقيامة
ألـَـْيسَ دماً أنْ تفيقَ وتلْقى يديكَ؟
جراحٌ بهذي القيامةِ كيفَ التأمْتَ عليها ؟
وكيْفَ خرجتَ من الحزن هذا
ولسْتَ شديد العبور ؟
جَلسْتَ أخيراً.
كأنكَ لم تـَتـَنـَحَّ عنِ الروحِ
أعلمُ أنكَ لا تؤلم الماءَ
أو تستبيحُ الكراسي
فكيفَ تزرُّ قميصكَ جداً
لتغصِبَ صمتَكَ أنْ يتبقَّى من الدفءِ
تَضْحَكُ
صار يُشاهَدُ أثناءَكَ الوقْتُ
ماذا يهمُّكَ إنْ يضربوا عنْقَكَ الآنَ ؟
تعرفُ أنكَ سوف تُضرَّج بامرأةٍ
تستفيقُ وتُضمرُ حاشيةً مِنْ رؤوس
أَتَحْملُ ظلَّكَ نحو الأعالي لِترقُبَ كيفَ
يُمرَّر فوق أصابِعِهِ المجدُ ؟
ليسَ مِنَ البرد أن تنحني وتُضَمِّدَ شمسكَ
كي تستريح السماءُ
5 ـ هامش (2) للقيامة
ظلام ظلام
أنا كيف أعرفُ أني هنا؟
وإلى الآن لم أرَ وجهي
سأخرج قَبْلَ فنائي وأبحثُ
في الريح عن حلقاتٍ لأعْلَقَ
في الذاكره ْ
حلمْتُ بأني غداً سأخاف عن الغيمِ
كي يطلع الياسمين.
علامَ سأزعمُ أنَّ الترابَ على شفتي ْ
ساطعٌ كلَّ حينٍ ولا تنبتُ الكلماتُ ؟
حرامٌ عليَّ بأنْ أشربَ الماءَ
وهْو مكبٌّ على وجههِ
لِمَ النهرُ جفَّ؟
تُرى هل تنشَّقَهُ النبع
واأسفاهُ نسيْتُ بأنْ أضَعَ البابَ
خلفيَ كي لا يفوت الأوان
بِرُمَّتِهِ يستحيل انْصرافي
صباحاً دُفِعْتُ بعنفٍ إلى خارج الدارِ
حتى كَسَرْتُ النهار
د . ماجد قاروط