ضياع حلم
محمد العلوان
يشدو وحيدًا باكتئابِ
وينوح من ألم المصابِ
ويحطّ مركبه على
بحرٍ تجمّد بالعذاب
ويطوف في إرجائه
ظمآن يبحث عن شراب
يشكو غرام احبّةٍ
تركوه في ارضٍ يبابِ
تركوه يسعى في المدى
ويغوص في لجج السراب
ويضيع ما بين الربى
ويتيه في وسط الضباب
ويجرجرُ العمر الذي
افناه في عنف الشبابِ
واستعذبت همساتُه
ما كان يحملُ من عتابِ
واستلطفتهُ فأدمعت
عيناه شوقاً للصحابِ
حلم الصبي بفرحةٍ
لمّا ارتدى ازهى الثيابِ
وسرى يؤمّ مدينةً
شِيدَتْ بأحلامٍ عِذابِ
شِيدَتْ بكلّ جميلةٍ
أغرتهُ في زمن التصابي
وجفته تقتل حلمه
وتصدّه عن كل باب
أغرته بالكلمات يرو
يها بأسرارٍ عجاب
يذوي فيملؤها شجىً
فتذوب من فرط التهاب
وتعودُ تحملهُ هوىً
يختالُ ما بين الروابي
وتتيه فيه كما اشتهى
وتعوده دون ارتياب
وتحطُّ حول قلاعه
أفواجَ حزنٍ مستطابِ
فترى مباهجه نأت
لمفازةٍ كانت كغابِ
وتَوحشّت من وجدها
وسمت بآلامٍ غِضابِ
واستأنست لما رأت
دررَ اللآلىء في التراب
فتناثرت خطراتُه
وشَقَت بآمال كذابِ
وأقرَّ أن طريقه
ماضٍ بقافلة الإياب
ورأى المحبة ترتوي
من كلّ معسولٍ وصابِ