أعلمٌ أنني أنثى لا تجيد فنّ الكتابة عن الوطن، لأنني في كلّ مرة أتوجه بالكتابة فيها عنك ياحبيبي،تنمو في داخلي جزر الشوق، وتنزرع على أرض روحي آلاف الشجيرات، تحمل على أطرافها ملايين الكلمات، بعضها يبكي الفراق، والآخر يتغنى بطعم الفقد..
حتى تسابقني دموعي فتفيض في داخلي إليك أنهار الحنين..حنينٌ من نوعٍ لا يمكن وصفه، إلا بحالة من جنونٍ، أو هستيريا، وكأنني طفلة فقدت للتوّ أمها، بين آلاف الوجوه العابرة.
مشكلتي في فقدك صارت تكبر في داخلي وتكبُر، وكلما تقدّمت بيّ أيام عمري، كلّما كبرتْ حاجتي إليك، وإلى أحضانك الدافئة الحنون.
صفيحة قلبي لا زالت بيضاء، لا تسكنه روحٌ غيرك، يا من دفنتُ على أرضك أجمل أمنياتي، ذكرياتي، طفولتي، وسنين عمرٍ مضتْ، وما مضى ..لن يعود
في ذاكرتي مرزوعٌ أنت، وبين خلايا مفكرتي، تتراقص حروف اسمك، كلّ ليلة ، في صحوي، وفي أحلامي.. أراك، أكاد ألمس ترابك، وأقبّل باطن كفيكَ..وأتدثّر بالحنين دوماً إليك..
ياوطني الحبيب أنا والله ما نسيتك..
منى الخالدي
من غربتي
04\05\2009