أحيانًا... أجد أن "لا" هي الإجابة الوحيدة التي يخرجها لساني لأي جديد يريد أن يدخل حياتي, وأتمنى لو أسلك الطريق السهل وأتشبث بــ"نعم"... فربما تتغير حياتي.أحيانًا ... أجد بعض عزاء في ذكريات خبأتها في محارة شوق بين حنايا الروح ، لم تزعزع مكانتها حدّة الانكسارات ؛ و سهام الظنون التي أسقطتها من علو شاهق ؛ أخذت في طريقها الممكن والمستحيل وبعثرت كل الأمنيات .
وأحيانًا ... تقف وحيدًا في أعماق نفسك ؛ لا أحد غيرك يكافح صمت الجواب ؛ عن سؤال لا يملك إجابته غير طائر نورس وحيد في العالم ، رحل ذات غموض واضح المعالم ، مخلفًا جراحًا عميقة لم تنفع معها كل الوصفات ، ولا دواء ، تبحث بين عقلك وقلبك ، وفي أعماق ذاكرة متعبة ، تحاول تتبع أثر الطريق ، فتجد أشياء أشبه بالأحاجي يصعب على أحد غيره فك شيفرتها .
وأحيانًا كثيرة ، يتجمد القلم مذعورًا من هول الصدمة ، وقوة الطعنة ، فينطلق السؤال باحثًا في فضاء الصمت عن إجابة تحمل حلّ كل الألغاز ، لكن الجرح يصرخ "حتى أنت يا بروتوس " و المحارة تتدخل " لم يكن هو ؛ إنمّا السؤال ضلّ طريقه" فإلى أي بحر ستوجه بقايا المركب ، وأي شراع سيتحمل عبء البحث عن إجابة السؤال ؛ وفي أي محيط سأسقط محارتي لتغوص في أعماقه ؛ حيث لا هواء ؟ .
و دائمًا ... ألتمس العذر لكل الطيور ، من يتخيّل سماءً بدون أجنحة تطير على مشارف الحلم ؟ ودائمًا أذهب إلى البحر ، وهاجس السؤال يرصد حركاتي ، ينتظر فرصة للولوج عنوة إلى محارتي ، فأذهب إليه لأراقب و أنتظر ولادة قوس قزح لعلّه يراه ، أعلم أنّه سيراه ، وسيرى ألوانه معي ، وقد يحنّ إلى السماء فيطير مرّة أخرى .
ودائمًا أيضا ... يسألني السؤال نفس السؤال " ما الجدوى و أنت منذ الآن وحدك ؟ " فتردّ محارتي " وما شأنك أنت ، وما أدراك أنّه لن يطير مرّة أخرى ؟ "
وبين أحيانًا .. ودائمًا ... لا يملّ السؤال ويتدخل وبعنف لا يرحم ، ويستنسخ نفسه في صورة أخرى ، ويقتحم غلاف محارتي على حين غرّة مني " ألا تستطيع العيش وحدك ؟ " فتردّ محارتي بألم يعتصر الشوق " لعلّك لم تدرك إلى الآن معنى الوفاء " .
وبين دائمًا ... وأحيانًا ... نعذر القلب ، ونغضّ البصر عن تلك الظنون ، ونعفو عن كل السهام ، ونفرض حظر التجول على السؤال ، وتعلن محارتي بيانها الواضح " لن تجد صديقًا مثلي يأكله الخوف عليك ، وثمّة خطأ ما في رؤاك ، ولعلّ حدسك ليس في مكانه ، ليْتك أيها الطائر تعيد حساباتك من جديد " .
ودائمًا... لا أقول سواها..."لاااااا"