بسم الله الرحمن الرحيم
سقطة أخري للنظام في مصر
مرة أخري أثبت النظام في مصر بأنه أضعف كثيرا من أن يواجه غضبة الشعب المصري , وبأن جعل جنازة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات .. شعبية .. قد يعرض النظام إلى مالا يرضاه أو يتمناه .
قرار القيادة السياسية في مصر بقصر الجنازة على المشاركة الرسمية وعلى أطراف مدينة القاهرة .. يؤكد الانفصام الشديد بين النظام وشعبه وأن هذا النظام قد رصد إستنفار ورغبة الشارع المصري في المشاركة في الجنازة للتعبير عما يجيش بصدورهم من غضبة واستفزاز من النظام ورموزه وصب جأمه على التخاذل العربي تجاه عرفات أثناء مرضه , والتخاذل العربي تجاه إسرائيل وما تفعله وما فعلته خلال السنوات الماضية من اعتقال لعرفات في مقر إقامته في رام الله .
ومن سوء حظ النظام أن الجنازة تزامنت مع العربدة الأمريكية في الفلوجة والتي تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية وما سببته من دمار خلف وراءه المئات من الشهداء في أيام مباركة من أواخر شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر .. مما زاد من سخط الجماهير وثورتها التي عبرت عنها عقب صلاة الجمعة في ساحة الأزهر الشريف والشوارع المحيطة به بمدينة القاهرة .
النظام المصري أثبت وبحق إنه يعيش تحت حماية قوات الأمن بمختلف أجهزتها .. وما أكثرها .. ويكفي أن جميع مداخل القاهرة الكبرى ظلت تحت الحصار حتى انتهت مراسم تشييع الجنازة .. وأن الشوارع المحيطة بمنطقة مصر الجديدة ومدينة نصر .. ظلت مغلقة تماما منذ ليلة الخميس وحتى الانتهاء من الجنازة ولم يسمح لمخلوق من الاقتراب من تلك المنطقة ما لم يكن حاملا لتصريح أمني خاص , مما أدي إلى حالة من الشلل التام لمطار القاهرة بعد إلغاء وتأجيل العديد من الرحلات الجوية نتيجة لتخلف الركاب وعدم لحاقهم بمواعيد رحلاتهم .
حتى رأينا جميعا مراسم الجنازة الشعبية التاريخية لأبو عمار في مدينة رام الله .. والتي جاءت طبيعية .. أعطت الفرصة لكل فلسطيني أن يعبر عن تقديره وحبه لهذا القائد ..دون إخلال بالأمن ودون خروج على القواعد المرعية .
إن جنازة عرفات بين أبناء وطنه في رام الله .. صفعة لن تنسي على وجه النظام المصري .. الذي يصر على فرض الوصاية على أبناء شعب مصر .. في وقت يعرف فيه الجميع أن هذا الشعب قد بلغ سن الرشد منذ زمن طويل ..
كمال عوض
مصر
Kamalawad848@hotmail.com