من الظواهر الأدبية اللافتة في عصرنا أن يجتمع بعض مدعي الأدب في قاعة ويقرروا تكريم أحدهم لانجازاته الفذة في عالم الأدب ثم يقف المتحدثون أمام المكرم ليعدوا مناقبه فقد فاز بجائزة كذا الأدبية وأصبح مديرا لنادي كذا الأدبي ونال وسام كذا , تقرأ مايكتب فتجده أقل من العادي بكثير وماهو بالصقر المحلق في سماء الابداع بقدر ماهو كالبطريق قصير الجناح والساق يمشي ببطء على مدرج الأدب فماذا يجري تماما ؟ وكيف حصل ذلك ؟ التقينا بالبطريق المكرم خارج القاعة وحاورناه عن الموضوع من خلال هذه القصيدة .
ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( الوشاح )
تكريم بطريق على المنصة
أرى جناحَيْكَ يا بَطريقُ قد ضَمَرا وقد ظهرتَ بساقٍ لا تكاد تُرى بطنٌ يكادُ يـمُسُّ الأرض تحمله رجلانِ تشتكيان الضعف والقِصَرا فكيفَ أصبحتَ ممشوقاً كما زَعموا وبالجناحَيْنِ هذينِ ارتَقَيتَ ذُرى قد كَرَّموكَ بهذا اليومِ تكرِمَةً قامتْ وما قَعَدَتْ من ذكْرِها الشُعَرا عَدُّوا مناقِبَكَ الغَرَّاءَ قاطِبةً فقيلَ : فذٌّ تفوقُ البَدْوَ والحَضَرا وقيلَ عُنْقُكَ ممدودٌ وخّصْرُكَ مَح بوكٌ وَوَجهُكَ حَقَّاً يُشْبهُ القَمرا الصَدرُ منكَ ضياءُ الصُبحِ حينَ بدا والظَهرُ منكَ سوادُ اللّيلِ حينَ سَرى قالوا شبيهٌ بطفلٍ في تمايلِهِ قالوا يُحاكي انسيابَ النّهرِ يومَ جَرى قالوا : فريدٌ وقالوا عَقْلَهُ جَبَلٌ قالوا جميلٌ وقالوا يَسْحَرُ الحَجرا كيفَ استَطَعتَ اجتذابَ العالمينَ متى صِرْتَ السبوقَ وكُلُّ العالمين وَرا ؟ قالَ : التَعَجُّبُ حقَّاً من تَعَجُّبكُمْ أما ترونَ زماني حَيَّرَ الفِكَرا إنّي اشتريتُ بأموالي نفوسَهُمُ وكم مثيلي ثناء بالنقود شرى من قال ساقي استطالتْ والجناحُ غدا جناحَ صَقْرٍ ومِثلي يرتقي الشَجَرا ؟ أأنتَ تَحسَبُ أنّي مثلما زَعموا أنا اشتَرَيتُ بمالي هذه الأُجَرا