اعتقد أن رجب طيب اردوغان أعاد الماء إلى مجراه الطبيعي ، فعندما خرست كل الحكومات والأنظمة العربية عما تحدث من مجازر في غزة ، وراحوا يستجدون على أروقة مجلس الأمن الذي رجعوا منه بلا شيء ، ولا حتى بخفي حُنين . كان الصوت الإسلامي يأتي مدوّياً من هناك .. من تركيا ..
فـ ( اردوغان ) أعاد للذاكرة بكلماته المقصودة تماماً .. نحن أحفاد العثمانيون .. وعندما ذكّر اليهود فضل المسلمين عليهم عندما اضطهدهم الآخرين ، لقد أعاد للذاكرة إسلامية القضية الفلسطينية ، وليست عربيتها فقط ..
وبالأمس عندما كانت الخيانات تُحاك ، كان السلطان عبدالحميد الثاني ( رحمه الله تعالى ) يرفض الأموال والمساعدات اليهودية التي كان يقدمها له مؤسس الصهيونية المجرم ( تيودور هرتزل ) ، ليبيع شبراً واحداً من أرض فلسطين ، ولا تزال مقولته المشهورة ، التي تدل على حس إسلامي رفيع ، تتردد في القلوب الحية : (( لست مستعدًّا لأن أتخلى عن شبر واحد من هذه البلاد، فهي ليست ملكي بل هي ملك لشعبي، روي ترابها بدمه، وليحتفظ اليهود بأموالهم، ولن يستطيعوا أخذ فلسطين إلا عند تشريح جثتي، وساعتها يأخذونها بلا ثمن، أما وأنا على قيد الحياة.. فلا )) .
واليوم .. يتكرر المشهد ، حكومات وأنظمة عربية صامتة كشواهد القبور ، وصوت الرجل العثماني ـ اردوغان ـ يشق أجواء الصمت المرير ..
وعندما كانت أكاذيب ( شمعون بيريز ) لا تحتمل في مؤتمر ( دافوس ) وهو يتباكى ويشتكي من صواريخ القسّام ، ما كان من العثماني الرجل إلا أن يصفع المؤتمر بانتقادٍ شديد ، وبانسحابه أخيراً من المؤتمر اعتراضاً على أكاذيب ( بيريز ) .
إن العثماني لم يمت ، انه يظهر من جديد ، وكان المفروض من العربي ـ عمرو موسى ـ أن يتخذ نفس الموقف من هذه الأكاذيب ، متحداً مع أخيه التركي ، فيترك الجلسة لتخلو لأكبر كذبتين في العالم ، كذبة دولة اليهود المتمثلة بـ ( بيريز ) ، وكذبة مجلس الأمن الكارتوني المتمثل بـ ( بان كي مون ) . وكان ينبغي للعربي أن يتغنى مع أخيه التركي ، بهذه الأبيات للأعظمي :
يا مجلس الأمن المزيف أصله ** الظلم فيما تتدعي وتقرر
يا مجلساً فيه الذئاب تجمعت ** تبدي لنا عن أنيابها وتكشر
هذي قضيتنا لا تحل بمجلس ** يدعوا إليها الكافر المستعمر
ولكن !!!؟؟؟...
وإلا .. فما رأيكم يا أعضاء الواحة الكرام !؟..