|
على قلعة المجد نحن القبابُ |
وإنا بجوف السماء الشهابُ |
وكانت إرادتنا رهن حكم |
إذا قال يا خيلُ نحن الركابُ |
وكنا فوارسَ تطوي الفيافي |
وإنا على كل رُزءٍ صلابُ |
إذا الدين نادى سراعا نلبي |
إذا مُسَّ عرضٌ فنحن الغضابُ |
و سهواً يُدَاسُ لنا شبرُ أرضٍ |
يُداسُ لهم هامُهم والرقابُ |
إذا مُسَّ دين وإنْ مُسَّ عرضٌ |
كزيت يصاحب ُقدرا ثقابُ |
وكنا جنودا لرب البرايا |
يضيء النهى سنةٌ والكتابُ |
وقوتُنا زَجْرةٌ رِهْنَ فعلٍ |
أعدُّوا! تعدَّ القِنا والحرابُ |
ويخشى لصوْلات حقٍّ طواغي |
وتزوي لرهْبات حق صعابُ |
وكنا مياها لريِّ الصحاري |
إذا غار وردٌ وعمَّ اليبابُ |
وكنا لدين الْإله المطايا |
ويُطرق في النشر للخلق بابُ |
وصُبْرٌ إذا آلمتنا المنايا |
ويُعْظِمَ من صبرنا الْاحتسابُ |
فيرضى رحيمٌ ويرضى الرسولُ |
فَيُرفعُ في الدارتينِ الثوابُ |
وكُنَّا وكُنَّا ودارَ الزمانُ |
فضاع القرارُ و طار الصوابُ |
نسينا نداء الكتاب المجيد |
وصوت النبي و مُجَّ الخطابُ |
عمينا عن الحق في كل أمرٍ |
فزال اليقين وحلَّ السرابُ |
وجاء الضلالُ علا كل فجِّ |
وغطى الفسادُ وعمَّ الخرابُ |
أذلاءَ صرنا وكنا عُزَازاً |
تُطالُ نجومٌ يمسُّ الشهابُ |
تركنا على علمنا حكم ربٍّ |
سرى الكفرُ فينا ودُسَّ الُّلبابُ |
وحلَّ النفاقُ غزى كلَّ وادٍ |
فَسُمَّ الهواءُ وغُصَّ الشرابُ |
وكلُّ لبيبٍ ينادي بشرعٍ |
تعضُّ على ناجذيها الذئابُ |
تداعى لقصعتنا كلُّ ضبٍّ |
فما ذاق من جيفةٍ ذا الترابُ |
وصِدْقا حديثَ النبيِّ الأمينِ |
فيا ليتنا صدقُه والخطابُ |
ويوماًٌ يشاء المُعِزُّ المُذلُّ |
تهادى إلي الرشد صدقا شبابُ |
تدور الليالي ومن بعد غيمٍ |
علا النورُ أخرى ونادى الكتابُ |
وجاء نذيرٌ وعاد البشيرُ |
ينادي فيُمْلَى لصوتٍ رحابُ |
فعودي أراياتِنا من جديدٍ |
فلا زال في ساحة من يُجابُ |
بواحاتنا لم يزل أهلُ رشدٍ |
تَمَنْوا ْلنا أن يُعَزُّ الجنابُ |
لتصغي لمن يرتجي هَدْيَ ربٍّ |
وعودي لربٍّ يُرَدُّ الجوابُ |
و رُدِّي لشرعته كل حكم |
وخافي إليه سيُنْهَى المآبُ |
فإما جنانٌ وإما لنارٍ |
إذا تعرضين يُصَبَّ العذابُ |
وأما إذا ما لربي احتكمنا |
يَخِفُّ علينا اللقا والحسابُ |
فقانون ربي كتابٌ مُنَزَّلْ |
بأنواره سوفَ يُمْحَى الضَّبابُ |
وآياته نورنا في السبيلِ |
يَشُعُّ سناهُ تُضَاءُ الشِّعابُ |
فيا قلعةَ المجْدِ عودي إلينا |
و رُدِّي تردُّ الأماني العِذابُ |