يا أيها الصبح
شعر : د. جمال مرسي
يا أيها الصبحُ الذي قد بدا من خلف أستار الدُّجى مسهدا لهفي على عينيكَ أضناهما دمعٌ كجمرِ الشوقِ إن أُوقِدا ينسابُ فوق الخدِّ شلاّلهُ يا مُرهفَ الإحساسِ كن سيدا هل أنت تشكو غربةً مثلما أشكو اْغتراباً أرَّق المرقدا أم أنت محزونٌ لِما راعني من غاشمٍ في أرضنا عربدا دعْ عنك حزني يا رفيقي ، و لا تيأسْ ، فما في القلبِ لن ينفدا جُرحي عميقٌ في الحشا غائرٌ لا طِبَّ يُجديهِ ، و لن يبردا هذا هو الإسلامُ قد طالهُ بالغدر و الطغيانِ سهم العدا من كلِّ صوبٍ سُدِّدَتْ رميةٌ حقداً دفيناً حالكاً أسودا يا ضلَّ سعيُ البغيِ و المُرتَجى يا خاب من ألقى و من سدَّدا اللهُ فوق الظلم مهما طغى حتى و إنْ أرغى و إن أزبدا يا صبحُ كنْ بالخيرِ مُستبشراً إذ أنت آمالي و أنت الصدى بالشدو جُدْ أو بابتسامِ الضُّحى و اْلثُم جبينَ الزهرِ ، جُد بالندى و ازرع شعاعَ الشمسِ في أرضِنا و اْرسُمْ بنورِ الحقِّ دربَ الهُدى إني كخلقِ اللهِ أرنو إلى من يمحق الليلَ الذي عربدا يفري بقاياهُ الحسامُ الذي بالحق لم يثلمْ و لن يُغمدا إلا و قد ذاقتْ جيوشُ الدُّجى بالفارسِ المغوارِ طعمَ الردى يا أيها الصبح الذي قد بدا من خلف أستار الدجى مُسهدا : باللهِ كُنْ للقلبِ إشراقةً باللهِ كُنْ ذا الفارسَ المُنجِدا
و دمتم بخير