السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأحبة في هذه الأمسية المباركة نستأنف حديثنا عم جاء في الباب الأول من كتاب المبرد رحمه الله تعالى (( الكامل في اللغة و الأدب)) حيث يقول :و كما قال زهير :
على مكثريهم حتى من يعتريهم ... وعند المقلّين السماحة و البدل
ومما وقع كالإيماء قول الفرزدق :
ضربت عليك العنكبوت بنسجها ... وقضى عليك به الكتاب المنزل
قتاويل هذا أن بيت جرير الواهي الضعيف فقال وقضى عليك به الكتاب المنزل يريد به قول الله تبارك وتعالى بعد أعوذ باله من الشيطان الرجيم : (( وانّ اوهن البيوت لبيت العنكبوت )) لو كانوا يعلمون كلامه المستحسن قوله لجرير :
فهل ضربة الرومي جاعلة لكم ... أبا من كليب أو أبا مثل دارم
و من أقبح الضرورة وأهجن الألفاظ و أبعد المعاني قوله :
وما مثله في الناس إلا مملّكا ... أبو أمّة حي" أبوه يقاربه
مدح بهذا الشعر إبراهيم بن هشام بن إسماعيل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وهو خال هشام بن عبد الملك فقال و ماثله في الناس إلا مملكا يعني المملك هشاما أبو أم ذلك المملك أبو هذا الممدوح و لو كان هذا الكلام على وجهه لكان قبيحا وكان يكون اذا وضع الكلام في موضعه أن يقول و ما مثله في الناس حتى يقاربه بهذا اللفظ البعيد وهجّنه بما أوقع فيه من التقديم و التأخير حتى كان هذا الشعر لم يجتمع في صدر رجل واحد مع قوله حيث يقول :
تصرّم مني ود"يكسّر بن وائل ... و ما كاد منّي ودّهم يتصرّم
فوا رص تأتيني ويحتقرونـها ... و قد يملأ القطر الإناء فيفعم
أحييكم و الى لقاء جديد إن شاء الله تعالى