بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة شتاء باردة
ما ضر دنياك أن أكون عاشقا في ربوة أيامك
ولا هز جلال عرشك أن أكون خاطرة في خضم أحلامك
كنت أمشي الهوينا .. والغربة تأسر ما تبقي من عمري
حتى غزا الشيب رأسي .. وجف الكأس من خمري
يوم طالعت ملامحك .. ونديك السمح لا يغادر رأسي
وأكاد للشوق أعتذر .. فلن يكفيك ما تبقي في كفي
سأكون لك .. وأكلل جبينك بالغار المعطر بالجلال
ولن تكوني لي .. فقط أطلقي لي عنان الخيال
سأرضي أن أكون تلا .. يتوارى تحت أقدام الجبال
وأرقب في صمت طلوع الشمس .. تلق فوق هامتك الظلال
فتدور الأرض ويستمر الركض نحو أفق ليس له منبع
ويتلاشى الحلم في مهده وينزف وجدي على عمر لن يرجع
ثم يتهاوى أملا .. فلا يغمض لي طرفا .. وجسد يأبى أن يضجع
هكذا الدنيا .. صغيرتي .. والحلم أبدا لا يسترجع
شتاء قادم .. أعلم أن لياليه ستشارك وحدتي
وظلام ليل دامس .. لن يجدي معه أن أوقد له شمعتي
فأقبع وحيدا .. وحيدا .. فلا يداعب النوم مقلتي
فأخلد إلي مرقدي .. متهالكا وأشلائي تحترق تحت دمعتي
كمال عوض