بآخرِ يومٍ رحلتِ ، فغبتُ ؛
فصرنا برغمِ الحنينِ المضاءِ رؤىً شاحبةْ !
-أضفتِ لحزني كثيرًا-
ففي كلِّ إبريـلَ يرجِعُ ما كانَ منكِ ومِنِّي..
أرانا معًا..
وبنفسجةٌ تستحثُ النسيمَ ليبعثَ عطرًا..
وشمسُ الربيعِ تبدِّدُ بخلَ الشوارعِ دفئـًا ،
ترمُّمُ عجزَ البيوتِ..
لتسندَ جدرانها المتعَبةْ !!
غريبًا أتيتُ وطوعًا أتيتِ !
جلسنا على درجاتِ الرخامِ..
تقولينَ شيئًا عن الحبِّ والدفءِ والأمنياتِ..
شرودي يقيني التفاتي اليكِ..
دخانُ اللُفافـةِ يحرِقُ صدري..
تضمينَ كفِّي فأنزِعُها من حصارِ يديكِ وأنتِ جواريَ مستغرِبةْ !
فيلهو بيَ الخوفُ كيفَ يشاءُ ..
وعيني معلَّـقةٌ بالسماءِ أكابِدُ رجفتيَ المرهَـبةْ !
صلبتُ على أعينِ العابرينَ
-الذين رأوَّنـا كأنـَّا انصهرنا-
ولا يعرفونَ بأنـَّكِ تحكينَ عنهُ !
وكيف رآكِ عبيرًا تجلّى
-بغيرِ حجابٍ -!
وصيةُ أمِّـكِ أن تحفظيهِ..
فحمِّلتُ باليأسِ غيرِ ضنينٍ..
"اذن فلماذا سنرجيءُ لحظتنا الهاربةْ ؟!"
كما كنتِ دومًا تجيئينَ متقنةً للبكاءِ
وكم كنتِ رائعةً في الرحيلِ !
الى الآن أذكرُ وقعَ خطاكِ
كرفةِ عودٍ على شجنٍ من صبا
-فنهرتِ بهِ الطيرَ من فوقَ رأسي- !
يكافئكِ العمرُ حين اصطفاكِ
ليمنحْـكِ موتًا
يليقُ بنصفِ فتاةٍ بـقتْ مجـدِبةْ !
لكِ الدمعُ ملحٌ
ليَ الغيمُ والشعرُ مغفرتانِ
وخمري الذي كنتُ أشربهُ منكِ ارتجافًا
-على بعدِ نزفينِ مني-
ولن أقربـهْ !