بسم الله الرحمن الرحيم
بروميثيوس هي أسطورة ذلك الرجل الذي قيد إلى الصخور الشاهقة في جبال القوقاز ودقت في صدره الأسافيل وسلط عليه نسر إلاهي جارح ينهش قلبه وكبده طوال النهار حتى اذا أتى عليه الغروب عادا إليه في الصباح وقد تجدد كبده وقلبه لتجدد آلمه وعذابه وهووحيد في أرض مقفرة بعيدا عن كل رحمة ولكنه ظل صمادا مكابر يتحدى زويس كبير الألهة ايمانا منه بعدالة قضيته وبحرية الإنسان وكرامته.
فقد كانت النار حكرا على اللألهة فسرقها بروميثيوس وقدمها للإنسان لينتفع بها وتزداد معارفه ومنه إلى جانب ذلك الأمل الذي يقضي على مرارة الحياة ويخفف من خطى الموت المرعبة التي تدق الطرق خلف الإنسان أينما اتجه كما علمه الطيبة والحكمة وسائر الفنون ونصره في الأرض ضد الإه زويس الذي أراد به الشر.
إن مشهد ذلك المصلوب الحي الأزلي العذاب الأبدي الخلود الصابر أبدا الذي لم تخرج من فمه كلمة شكوى و توسل للإله ، قد تبدوخرافيةو لكننا نرها ونلتمسها في كل مناضل باسل الذي يأبى أن يخضع إلى أي قوة ظالمة متغطرسة أيمانا منه بصدق وعدالة قضيته ويقنه بأنه مهما طال ليل الظلم فلابد من أن تشرق شمس
الحق ، ؤسيأتي يوم تتحقق فيه العدالة حتى وإن طالت أيام الظلم.