بُدونِكِ ..كُـــلُّ الإجَـابَـاتِ : " لا " ..
للشاعر حسين حرفوش
يَا أَنْتِ ..
يا عِـفَّــــةَ الحُبِّ ..
يا عِـزَّةَ الطُّهْـرِ ..
يا حُلْوَةَ الكبرياءْ..
يَا أَنْتِ .. يَا سِـحْـرَ هَــذا الوُجُـــودِ الفَتِيِّ..
و يَا عِـطْـرَ حَرْفٍ رقيقٍ بَهِيٍ
أتَىَ لَحْنُهُ .. مِنْ أغَـانِي الـسَّــمَـاءْ ..
يَا أنْتِ يَا بَلْسَـــمًـا للعَـلِـيــلِ الَّذِي يَرْتَجِي
أُمْنِياتِ الشِّــفاءْ..
يا أنْتِ يا زَادَ قَلْبٍ تَهُدُّهُ أَوْجَاعُ دَهْـرٍ ..
يعيشُه دونَ الرَّجَــــا بالتِقَـاءْ
يا أنتِ يَا نَغْمَةً ترتجيها القَوافِي ..
وفِي اليَأْسِ .. أُنْشُـودةٌ للرَّجَاءْ..
ويَا مُبْتَدايَ..بـدُونِ انتهاءْ..
ويا كُلَّ مَا كَانَ مَا هُـوَ كَائِنُ بينَ الجَوانِحِ ..أو سَيَكُونْ
ويا لحنُ ..كم يشتَهيكَ السُّكونْ!
ويا طَيْفُ كم تَشْتَهيكَ الجُفُونْ !
يَا أنْتِ ..يَا كُلَّ هذا الحَنينِ الَّذِي كمْ أَبَىَ أَنْ يَبُوحَ بسِرِّهِ ..
رغمَ اشتياقِ الهَوَىَ في العُيُونْ..
يا أنتِ .. يا كُلَّ هذا التَّمَرُّدِ ..
يَا كُلَّ هذا التَّنَهُدِ ...
بينَ الحَنَايَا..
يا كُلَّ هذا الجُنُونِ ..
يا أنَّةَ الوَجْدِ حين اشْتِيَاقِي ..
ولو تَعْلَمِينْ!!..ولو يعلمونْ!!
بأنَّكِ...كالماءِ لِي .. والهَــــــواءْ..
ومَـنْ يَسْــتَطِيعُ يعيشُ الحَيَاةَ .. بغَيْرِ هواءٍ..و غيرِ ارْتِوَاءْ..؟!
وهَـلْ تَجْمُـــلُ الأرضُ رَغْمَ ازْدِهَــــــارِ الرَّوَابِي..
ورَغْــمَ اخْـضِـــرَارِ الغُصُـــونِ ..
بدُونِ السَّــــــــمَاءِ؟!
وهلْ يَسْــــتَبينَا جَمَالُ النُّجُومُ ..
بغَيْرِ الضِّـــــــيَاءْ..؟!
وهَـــلْ نَعْرِفُ الفَـرْقَ بَيْنَ الفُصُـــــولِ..
بدُونِ اخْضِــــرَارِ الرَّبيــــعِ فِي مُـقْـلَـتَيْكِ
وهل ندركُ الفرق بين الليالي ..
دُونَ انْتِظَارِنا حينَ اقْتِرَابكِ
دفءَ الشِّــــــتاءْ ..؟!
بدونِكِ لا الشِّــعـرُ يَـشْــــدُو..
ولا الشَّــــــاعِـرُ.. يَـسْـــتَثِيرُ القَـوَافِي..
ولا النَّايُ..كَيْ يَـسْـــتَثِـيـرَ الغِـنَـاءْ..
بدونِكِ لاَ فَرْحَةً في العُـيُـون..
بدُونِكِ لا لهفةً في القلوبِ ..
ولا لغةً للحنينْ ..
ولا كَيْفَ للنَّشْـــوَةِ..
ولا أينَ للـمُلْـتَقَىَ ..
ولا مَوْعِـداً يُسْـتَطَابُ..
ولا فرحَـةً بالحيـــاةْ..
ولا هزَّةَ الوجْدِ حينَ..التَّغَنِّي :
وتَبْـقَىَ الإجابةُ ..
طَيَّ سُـؤَال الذين رَأَوْنِي على دّرْبكِ .. كُلَّ حينٍ أُغَني..
بدونِكِ .. لا قيمـةً للـوجود..
بدُونِكِ .. لا رغبةً في التَّمَنِّي
بُدونِكِ ..كُـــلُّ الإجَـابَـاتِ : " لا " ..
حســـــين حـرفـــوش