يهربُ نهاري وهو يسرق من عمري يوماً، وأفتح نافذتي على عجل ،علني أتعقبه بنظراتي الواهنه فأراها تطُلُ على هلال أتعبه تعاقب الليل والنهار ، وحيث هو رأيتك في وقار الحكماء كعادتك ،تجمع ضياء النجوم وترسله شعاعاً دافئاً يحمل همساً سماوياً ،وتخبرني أن لابد ويكتمل الهلال ويغدو قمراً، ولابد للحياة أن تنهي دورتها ،ولابد من يقين بأن ليس آخر هذا العالم العُمرُ.
*********************
تنامُ عيون الليل،وتدك جيوش الاحلام حصون أفكارنا
وترحل بنا عبر رؤى وهواجس تغرقنا فيها،
وأحياناً تملأ مجالسنا أحاديث شتى برحلةٍ عبر أثير الغيوب ربما عَلِق بنا بعض غبارٍ مما سيكون لنا في قابل العمر فان يكن فقد بلغنا غاية ًنادرٌ من يصلُ إلى تجلياتها.
*********************
بعد طول غياب جاء يحملُ الوعد مذبوحاً اليه، وعندما طرق الباب وجد اشتياقها مغلفاً ينتظره في رحيق ورده أوصت بها له، وشهادة رحيلها عن الحياه.
***************************
غربه تسكنُ الروح تتضآئل معها غربة الأمكنة والأزمنه
غياهب كونية تمور فيها موراً، تتهادى بألق في إطلالتها المغيبّه في ضبابية مبهمه وبغيوم المشاعر تجئ تارةً أخرى
وحيثما تحل تمطر ورداً سُقي بفكرٍ معتق بالاماني .
**********************
في مواسم هجرة الطيور يتجمد طيرٌ على شجرته ويأبى الهجرة سألتهُ لما لا ترفرف معهم وتعود،
أخبرني بأن تحت الثرى هنا، وحيث جذع الشجرة الحزينةَ تلك يسكن حبيبٌ له ألِفَ أن يهاجر معه ، وإن تكن له من هجرة فلن تكون إلا إلى حيثُ هو 00انتفض من البرد والحزن وأحسست بدفء روحه المنسلة منه وحملتُهُ بصمت الدموع إلى حيث أراد أن يكون.
****************