ليالينا على الأعتاب تتركنا
و غربتنا على الأبواب تنسينا
تُعذِّبُنا و لا حرف يجاذبنا
تساهرنا و بات الشوق يبكينا
لمن نشكو و من يُشكى لحضرته
يذوب الصمت في سُقيا ليالينا
يثور القلب و الآهات تخنقنا
و نور الأمس ما حلَّت بِوادينا
إليك القول لا تبرح و لا تهفو
إليك الجرح و احتارت أغانينا
كليم الرمش ما فتَّشت من جسد
أسرت الجسم في أزهار جردينا
شربت الحب في آثامنا لغةً
وكان الحب قبل اليوم يسقينا
تعال اشرب ولا تنكأ تعنتنا
فكأس الصدق يسقى في صوانينا
أيا خلَي علام الصمت يزرعنا
ونحن الحرف والآمال تغنينا
إلام البعد والأيام تجلدنا
علام الحزن والبسمات تنشينا
أيا ورداً على أسبابه أنفي
يدير الروح في أحشاء باقينا
سلام القلب في دقاته أسفٌ
نزيف القلب في أناته لينا
صغير النخل يا أيام حظوتنا
عفيف النفس يا ايات حادينا
ظريف الطول ما أسهبت عن ترفٍ
شقيق الحور قد جارت نوادينا
حسيب الأهل من للأمس يرجعنا
بديع الحسن خانتنا قوافينا
ألا تسأل وذات القرب يجمعنا
ألا تعتب وعشق النفس قاضينا
فلا تحزن أبيتُ الذل يكتبنا
ولا تعجل فداك الروح آمينا
فداك أنا على نبضي و أغنيتي
ألا تسمع صراخ القلب يدمينا
ألا تصغي فقدت الهمس في نفسي
و كان الهمس يضفي ورد شاجينا
ألا تبقي عنان اليوم في كنفي
أنا ماضٍ الى ساحات ماضينا
الى نفسي و نفسٌ كنت احضنها
الى روحي و عطر كان راشينا
فان متنا ستبقى الروح تجمعنا
و يبقى العشق ما دامت ليالينا