شاهد /نونْ/
أَجَلْ.. كانَ حُبّاً ..
أجَلْ .. لم يكنْ..!!
أَجَلْ .. كنتُ أعشقُ عينيكِ ..
كنتُ أريدُكِ من أوّلِ الطيشِ ..
حتى دماريَ
لكنّ حقلَكِ أسرفَ في الشوكِ
لكنّ رمشَكِ ضيّعَ قلبي
و ضَيّعني عند قارعةِ الأخضرِ المستحيلِ
-و قلتِ : سَتفتحُ يوماً لأغنيتي حينَ تقرعُ بابَكَ
قلتُ: سأغلق بابيَ عشرينَ قلباً ..
و ألقي مفاتيحهُ للرحيلِ ..
فلا تصلينَ .. و لا يصلُ اللحنُ-
...
و أشعلتِني بغدٍ فارغٍ من يديكِ
بكيتُ ..
بكيتُ ..
و أعطيتُ دمعيَ حُريّة الجرحِ ..
فانكسرتْ أغنياتي على المِلْحِ..
كنتُ و كنتِ ..
هنا قبل موتينِ..
ننثرُ وردَ الحكايا على صمتِنا الفوضويّ
نجدّلُ أحلامنا نظرةً نظرةً
هل كسرتِ الزمانَ ..
لتنكسرَ النونُ في نسوةِ الماءِ..؟!
أينَ هو الماءُ ..؟!
أين دمي ..؟!
شرَدَتْ طرقاتي إليكِ ..
و شرّدني البوحُ ..
ليتَ الحريقَ يعودُ كلاماً ..
فننسى
و ليتَ يديكِ تكفّانِ عن حُلُمي
غفوتينِ ..
فأعبرَ نومي مليئاً بنومي
و أنسى ..
..
شاهد /فاءْ/
و هَلْ ضرّ دربيَ أنْ فرّ منهُ رصيفُكِ؟!
أَمْ ضرّ دربَكِ أنْ فرّ منهُ رصيفي..!!
كلانا رصيفٌ
وأنتِ عَبرْتِ دمي نائياً عنكِ جداً
و أنتِ انكسرتِ ..
و أنتِ تساقطتِّ حُلْماً فَحُلْماً
لينقشعَ الغيبُ عن دمعتينِ
و ما كانَ حبّاً ..
و ما كنتِ إلاّ فَراشاً على نارِ وَهْمِكِ
بيني و بينكِ مليونُ موتٍ
و مليونُ هاويةٍ
-كلّ هاويةٍ و هَواكِ ب(فائكِ) ..!!-
لا تقفي في الطريقِ..
طويلٌ هو الجَمْرُ و الماءُ مختصرٌ
و عيونُكِ آخرُ ما دَمَعَتْهُ عيونُكِ..
فوقَ يدي ..
آآهِ منكِ و مِنْ فضّةِ الحُبِّ..!!
من بُعْدِنا ..
تحتَ غيمتِهِ يتآكلُ هذا الكلامُ لنصمتَ
بينَ رصيفينِ نصمتُ
يعبرُنا الدربُ .. و القلبُ خالٍ
و نحنُ هنا لا هنا
و الفراغُ حنينٌ إلى أيّ شيءٍ
فكوني حنيناً .. لكيْ لا يَحِنّ الفراغُ
أنا لمْ أعدْ ما أريدُ
....
شاهد /عينْ/
-لا قبرَ للوردِ ..
لا وردَ للقبرِ -
كلامُكِ أعلى من الزيزفونِ
خطاكِ انتحارٌ ..
خطاكِ انكسارٌ ..
و أنتِ القصيدةُ ..
بين ضلوعي تجفّين من قلقي
و شرودي..
لأنّ الصدى كافرٌ كانَ بالصوتِ
و التأمتْ شفتاهُ على خوفِهِ
- كنتِ لاشيءَ
أو كلّ شيءٍ -
أُفكّرُ..
مِنْ زُحَلٍ ما تبقى ليستيقظَ القبرُ..!!
لم يتفوّهْ دمي بنزيفٍ لعينيكِ
و اعتصرَ القلبَ حتى يديكِ ..
-غيابٌ هو الغيبُ.. لو قرأتْ كفَّكِ /العَيْنُ/
وانحرفتْ نقطةُ الغيمِ عني-
قلتِ:أيّ الحريقينِ أجدرُ بالماءِ..
ذكراكَ أم وجعي ..؟!
قلتُ : أنتِ..من الذكريات.. لغربتنا
في كِلَيْنا..
لما لمْ نكنْهُ و ما كانَ
فانتفضي ما تبقّى من اللحنِ ..
و امضي..
-و ينتفضُ الوردُ
ينكسرُ الوردُ-
بِلا حاءَ تجمعُ نونَيْنِ نحنُ..
ابتداءٌ بلا خبَرٍ
كسرةٌ آخرَ الحرفِ /
كيف احتضرْنا الكرومَ .. جميعَ الكرومِ
لصيفٍ قصيرٍ ..؟!!
و حِدْنا عن الصيفِ جداً/
وحيدانِ .. من وجَعَينا ..
إلى وجَعَيْنا..
وحيدانِ
نَ حْ نُ..
و شِئْنا الذي لمْ نَشَأْ
حين شِئْنا لأنفسِنا ..
فافترقنا على قمرٍ شاحبٍ
و غَمامْ
من الصمتِ ذاتَ كلامْ
.