|
نَاجَيْتُ قَبْرَكَ وَاتَّشَحْتُ أَسَايَا |
|
|
وَنَسَيْتُ مِنْ فَرْطِ الدُّمُوعِ خُطَايَا |
لَمَّا وَقَفْتُ أَمَامَ لَحْدِكَ بُرْهَةً |
|
|
ضَجَّ الحَنِينُ وَأَذْرَفَتْ عَيْنَايَا |
وَاعْشَوْشَبَ الحُزْنُ العَظِيمُ بِأَضْلُعِي |
|
|
وَتَكَسَّرَتْ فِي نَاظِريَّ مَرايَا |
كَانَتْ تُلَمْلِمُ كُلَّ أَيَّامِ الأَسَى |
|
|
سُعْدَاً ، وَتَبْعَثُ لِلْقُلوبِ هَدَايَا |
وَاليَوْمَ بَعْثَرَتِ المَرَايَا أَضْلُعِي |
|
|
كَمَدَاً ، وَتَنْثُرنِي الْهُمُومُ شَظَايَا |
مُزجت بِكُلِّ المُوجَعِينَ مَصَائِبٌ |
|
|
وتَهُونُ إِلا مَا رَمَتْهُ مَنَايَا |
شَاخَتْ مَدَائِنُنَا بِفَقْدِكَ يَا أَبِي |
|
|
وَتَلَبَّدَتْ بِالمُعْضِلاتِ سَمَاياَ |
قَدْ كُنْتَ أَسْتَارِي لِكُلّ بَلِيَّةٍ |
|
|
وَالآنَ تَعْبَثُ بِالنُّفُوسِ بَلايَا |
أَوْرَاقُ ذَاكِرَتِي مِدَادُ فَجِيعَتِي |
|
|
قَدْ بَعْثَرَتْ بَيْنَ السُّطُورِ دِمَايَا |
وَحُرُوفُ شِعْرِيَ لا تَزَالُ يَتِيمَةً |
|
|
وَيَرَاعُ حُزْنِيَ أَثْكَلَتْهُ يَدَايا |
هِيَ كَائِنٌ قَدْ كُنْتَ أَنْتَ فُراتَهَا |
|
|
رَوحَاً فَتَبْعَثُ لِلْوُجودِ حُدَايَا |
وَالآنَ بَعْدَ رَحِيلِ رُوحكَ يَا أَبِي |
|
|
عَجَزَتْ بِأنْ تَهْدِيكَ بَعْضَ رِثَايَا |
مَاتَتَ عَلَى كُلِّ السُّطُورِ مَشَاعِرِي |
|
|
تَشْكُو الفِرَاقَ كَمَا شَكَتْهُ حَنَايَا |
تَتَوَسَّدُ الذِّكْرَى عَلَى شُطْئَآنِهَا |
|
|
أَلَمَ الفِرَاقِ عَلَى حُدودِ زَوَايَا |
تَتَبَعْثَرُ الآَمَالُ مِنْ قَارُورَةٍ |
|
|
كَانَتْ تَضُمّ عَوالِمِي وَمُنَايَا |
أَحْلامَ عَائِلَةٍ .... خَرِيطَةَ بَيْتِنَا |
|
|
مَشْروعَ مَتْجَرِنَا .... هُمُومَ قَضَايَا |
أَطْفَالُنَا فَقَدُوا أَريجَ مَحَبَّةٍ |
|
|
وَحَنِينَ جِدٍّ مُزْهِرٍ وَهَدَايَا |
يَتَسَائَلونَ - وَكُنْتَ يَوْمَاً بَيْنَهُمْ - |
|
|
هَلْ ذَاكَ حَقٌّ أَمْ نَسِيجُ حَكَايَا ؟ |
فَأَراكَ فِيهِم كُلَّمَا عَانَقْتُهُمْ |
|
|
طَيْفَاً لأَمْسَحَ أَدْمُعَاً وَشَكَايَا |