القلب الرحيب .. إلى الأخ خليل ابراهيم عليوي
محمد العلوان
أراك محمّلاً بالهمّ مثلي
وترقبُ بالبعيد وبالقريبِ
وتكتمُ دمعةً تشجيك لما
رأتك مجللاً بأسى الخطوبِ
تضاحك بالهموم وكنت سمحاً
وإن ضاقت بأنواع الكروبِ
ولم تأبه بمن قالوا وقالوا
فغصن البان يحملُ كلَّ طيبِ
عهدتك يا أخي نوراً وناراً
وشمساً ماجرت نحو المغيبِ
ولجتُ بقلبك الزاكي سنيناً
فما أنداهُ من قلبٍ رحيبِ
تسارعنا لنيلٍ منه نرجوا
فأغدقنا وأكرم بالوجيبِ
مغانيك الّلطاف نثرن عطراً
تعطش لثمها ريح الهبوبِ
وأكرمت الجميع بغير خوفِ
من الفقر المحدّقِ والنضوبِ
خطوت بداخلي وزرعت حرفاً
فأورق غصنهُ أسم الحبيبِ
فما أغلاك ما أصفاك عندي
وما أسماك في زمنٍ كذوبِ
وأنت الآن تعبث فيَّ أخرى
وتتركني مع الأمر العصيبِ
وتتركني مع الأيام وحدي
ألاقي الهم في ليلٍ كئيبِ
تلاقينا فأحرقنا وداعا
وأبحرنا ببحرٍ من لهيبِ
وأسقطنا المسافة وارتقينا
بأرواحٍ صدوقات الوثوبِ
خليلٌ أنت في العينين نورٌ
تمازج في دمي بهوىً عجيبِ
ولي فيك المودة وأشتياقٌ
وآلامٌ تقطِّعُ بالقلوبِ