"قصيدة تفعيلة"
***
مَتاهَة ُالذَّاتِ
***
أمْتَطي صَهْوَةَ الْخَوْفِ
أمْضِي إِلَى قَدَرِي
تَحْتَ سَقْفٍ بِلا مُنْتَهى
حِصْنُ أسْئِلَتِي
يَسْتَبِيحُهُ عِبْءُ الْغِيَابْ
أنْزَعُ الْقَيْدَ عَنْ مِعْصَمِ الذِّكْرَياتْ
وَأزُجُّ بِها فِي مَهَبِّ الْعِتابْ
تَتَلاشى سَنابِلُ أفْراحِ روحي
الْمُضيئَة ُفي عَتَماتِ السَّرابْ
غَيْمَة ُالْحُزْن ِتُرْخي سَتائِرَها في دَمي
وَحِصانُ الْمَساءِ يَقودُ الْخُطى
في غَياهِبِ حُلْم.ٍ.
يُسافِرُ فَوْقَ دَمارْ
مُنْذ ُعَهْد ِالصِّبا،
حَيْثُ حَط َّالْجَحيمُ الرِّحالَ
وَعُمْري تَلَظَّى وَحيدًا
بِلَيْل ٍ طَِويلْ
أمْتَطي صَهْوَةَ الْحَرْفِ، أصْعَدُ في..
تَيَهانِ الْمُحالْ
أقْتَفي خُطُواتِ الطَّريقِ الْمُؤَدِّي إِلَيَّ
أتِِيهُ مِئاتِ السِّنِينَ
أُدَثِّرُ لَهْفَةَ رُوحِي عَلَيَّ
أرى نَعْشَ نَفْسِي عَلى كَتِفَيَّ
أرى مُقَلاً أظْلَمَتْ
وَالدُّروبَ تَئِنُّ انْتِظارًا
تَعافُ الْمَسيرَ عَلَى ..
رَدَهاتِ انْكِسارٍ
تَنُوحُ عَلَيَّ يَدايَ
وَكُلّ ُ حُرُوفِ دَمِي
تَتَنَاثَرُ جَمْرًا
تَقُضُّ مَضَاجِعَ صَمْتِي
مَتَى اللَّيْلُ يَغْتالُنِي،
أنْزَوٍي،
يَتَقاطَرُ دَمْعِي عَلَى دِمَنِي
تَتَسَابَقُ خَيْلُ الْمَراثِي إلَى كَبِدِي
وَالْجِراحُ تَهُدُّ الضُّلوعَ
تَسيلُ عَلَى خَدِّها حِمَمٌ مِنْ دُموع ٍ
تُفَتِّتُ صَخْرَ مُقاوَمَتِي
لِرِيَاحٍ تَهُزّ ُ عُروشَ الْحَياةِ
تُشَتِّتُنِي..كَالرِّمَالِ
كَأوْراقِ تُوتٍ تُهاجِرُ
في الْفَلَواتْ
قَدْ أصيرُ سَرابًا
يُسافِرُ في الذَّاتِ
أبْحَثُ عَنِّي..أُرَاقِبُنِي..
في اتِّجاهاتِ عُمْرٍ بِلا أُمْنِيَاتْ
لا أُصادِفُنِي..
فَأعُودُ إلَى حَيْثُ أنِّي رُفَاتْ
أسْألُ الذَّاتَ، ما الذَّاتُ؟
كَيْفَ أُجِيبْ؟
قَدْ أُخَمِّنُ - وَاحَسْرَتَاهْ-
أنَّهَا حُجُبٌ مِنْ غِيَابْ