بـــراءة (في رثاء ياسين و الرنتيسي)
لا شِعْرَ اليَوْمَ ولا شُعَراءْ
في حَضْرَةِ دَمِهِم..
ما جَدْوى الماءْ ؟!
ما جَدْوى موسيقى الشِّعْرِ..
والعَزْفُ بأَوْتارِ الجَسَدِ...
يَتَعالى فَجْراً ومَساءْ !!
ما جَدْوى أَوْراقٍ نُقِشَتْ..
وَالكَفَنُ تَزَخْرَفَ بِدِماءْ ؟!
ما جَدْوى قَلَمِي؟؟
ما جَدْوى أَلَمِي؟!
الحِبْرُ دِماءْ
والمَوْتُ وَفاءْ
قافِلَةٌ تَتَبَرَّأُ مِنَّـا
(القائدُ) تِلْوَ (القائِدْ)
تَتَرَفَّعُ عَنْ دُنْيا دُنْيا
تَغْسِلُ أَيْدِيها مِنْ رِجْسٍ..
بِدِماءْ
والشَّاعِرُ..
ما زالَ غَبِياًًّ
سَطْحِياًّ
يَرْأَسُ قافِلَةَ الجُبَناءْ
والدّاعِي...
رُحْماكَ إِلهي
يُْفرِغُ ما فِينا مِنْ غَضَبٍ..
بِالشِّعْرِ مَساءْ
وَمَساءً آخَرَ بِدُعاءْ
أَمَّا الإِنْسانُ العادِيُّ
مِسْكينٌ
يَبْكي..
يَحْتَجُّ
إِنْ كانَ شُجاعاً مِغْواراً..
يَمْشِي.. يَتَظاهَرُ
حتّى يُنْهِكَهُ الإِعْياءْ
فَيعودُ إِلى سَكَنٍ
وَيَنامْ
حتّى إِشْعالٍ آخَرْ
يَبْكي.. يَحْتَجُّ
وَمِنْ ثَمَّ..
إِلى مَجْراهُ يَعودُ الماءْ
كَمْ قالَ الأَجْدادُ قَديماً..
أَنَّ الأَمْسَ...
كانَ الأَفضَلْ
أوَتَدْري؟...
الآنَ جَزَمْتُ
كانَ الأَمْسُ..
حَقاًّ أَفْضَلْ
لَيْسَ لأَنَّ قُلوبَ النّاس..
كانَتْ أَكْبَرْ
ليسَ لأَنَّ الغِيرَةَ فينا..
كانَتْ بُرْكاناً يَتَفَجَّرْ
لكِنْ كُنَّا..
نَحْسَبُ أَنَّ المَوْتَ نِهايَهْ
إِنْ ماتَ فُلانٌ..
هذي للكَوْنِِ نِهايَهْ
أَمّا حالِيَّا..
نَظْرَتُنا...
إِنْ ماتَ العالَمُ..
أو ذُبِحوا
فَغَداً تُشْرِقُ شَمْسٌ أُخرى
تَأْتي..
وتروحُ الأَسْماءْ
لكِنْ..
مِِنْ فَضْلِكَ يا شاعِرْ
أَسْعِفْنا بِرِثاءْ
الكُلُّ يُنادي لِقَصيدَهْ
عَجَباً!
هلْ باتَتْ كَلِماتٌ بَكْماءْ..
تَكْفي نَخْوَتَنا كَعَزاءْ ؟!!!
لا شِعْرَ اليَوْمَ
فالشِّعْرُ خِيانَهْ
والغَضَبُ خِيانَهْ
والعَيْشُ خِيانَهْ
المَوْتُ..
مَلاذُ الشُّرَفاءْ
مـي