رقرقت شعرك من غناء الأنجم
وسكبته كندى لصباح بأعظمي
أمزجته بشذا الوفاء وصغتَه
من روضة الإبداع لحنَ ترنُّمِ
أم أنه برُّ البنون سرى إلى
وجدانك الألق الشذي الملهمِ؟
ومن الوفاء الشعرُ يسكبه لنا
بمودة من للمحبة ينتمي
أكرم بحرف أنت أحمُد مبدعٌ
منه انطلاقا هبّ غير مغيَّمِ
ولك الغد الميون تنثر فيه ما
نرجوه من ألق ، وصدق مترْجَمِ
فاقبض على جمر القصيدة بالنهى
والفكر ، والوجدان ، واليد ، والدم!
واقفز إلى العلياء في ثقة ، بلا
خوف ، ستلقى الشعر نحوك يرتمي
*********
الابن الحبيب
الشاعر الواعد
أحمد موسى
ماشاء الله تبارك الرحمن
أنت شاعر من تواضعه أن يقول عن نفسه :
إنه يكتب الشعر هواية ، و
أحسب أن هذه الهواية ستجرك إلى الغواية ،
والغواية في الشعر جنون عاقل ،
وتمرد مطلوب ،
وثورة لها مشروعيتها الإنسانية والتاريخية والفنية .
وكم سعدت هنا كما أسعد بك في
كل مكان أكحل عيني فيه بجدك ومثابرتك ،
وإصرارك المفرح على أن تخفف عنا
ما لا نزال نعاني شدة وطأته
حين نسترجع قول الشاعر القديم :
الشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
وأراك – آملا أن تتحقق رؤيتي
ورؤياي معا – ممن وهبوا القدرة على
خوض غمار التجارب الشعرية بكل أبعادها .
فاصبر على الشعر ، وكن لينا معه ينقد لك طواعية ،
ويصبح صديقا وفيا .
واسمح لي بإشارة عجلى إلى بعض
ما يتعلق بالوزن في أبياتك التي
أفحمتني برقتها وأغرقتني بطزاجتها :
أتيتُ شوقا في حمـاك لأحتمـي
قد جئت
فأتيـتَ أبتـي باليـراع تمدنـي
فحملتَ – يا أبتِ- اليراع ؛ تمدني
فإذا بنزفي في رحابـك صائغـا
فإذا يراعي في رحابك صائغٌ
وإذا بحرفي راقيا مـن بعـد مـا
ولقيت حرفي راقيا من بعد ما
هي اقتراحات بتعليا الأبيات ؛ حتى تتسق مع وزن الكامل الذي انقاد لك طواعية
، أايضا حرصا على السلامة اللغوية الفصيحة قدر الإمكان
؛ فقلما تدخل الباء الجارة على إذا الفجائية ، والكلام - نحويا من هذه الزاوية - غير مناسب هن
ا
على الرغم من تضاؤلي حيال ما أبدعت في إخراجه
من مشاعر مصورة بريشة الصدق ، مرسومة بفطرة نقية صافية
.
وكلامك عقب الأبيات يزيد قدرك
ومحبتك في نفسي ، لأنه يكشف عن تواضع
يجب أن يدأب عليه من قبل السير
في طريق الإبداع ، ولكن تواضع الكبار .
فطب نفسا يا بني العزيز ،
وكن بخير وعافية .
تحيتي ومحبتي