[سينْ,ألفْ,راءْ,تاءْ]
أَوْدَعْتُ في ليْلِكِ المجروحِ..
أغنيتي
و رُحْتُ أبحثُ في عينيكِ
عن وطني
حيثُ المسافاتُ تمشيني ..
و أرهقُها حيناً ..
و ترهقني
"سارايُ" .. أين غدي ..؟!
ما لاحَ لي قمرٌ
أو فرقدٌ في ظلامي..
دامسِ الشّجَنِ
"سارايُ" ..
طالَ نزيفي.. و انقضى زمنٌ
و أنتِ أدرى ..
بهذا الجُرْحِ و الزمنِ
و أنتِ أدرى بِمَنْ ضيّعتِهِ قلقاً
و عَوْلَسَتْهُ بحارٌ ..
ما انقضتْ غرقاً..
تجري عليها رياحٌ غَضّةُ السفنِ
أنا لأرصفةٍ مجهولةِ المُدنِ...
فَضّتْ نُعاسَ دمي عشرينَ محبرةً
و الحبْرُ ذاكرةٌ..
بين الهوامش.. تَنْساني ..و تَذْكُرُني
أنا لأرصفةٍ مجهولةِ المُدُنِ
مُذْ غِبْتُ فيها عن المعنى ..
و غيّبهُ المعنى ..
و كوّنهُ المعنى بلا معنى فلمْ يَكُنِ
حَمَلْتُ ليلَكِ .. طولَ الدَرْبِ..
مُحْتَقناً..
بالدربِ محتقناً بالليلِ يصلبهُ ..
على حريرِ الكلامِ الناعِمِ الخَشِنِ
ألا تعودينَ .. ؟!..
إنّ الأرضَ نازحةٌ ..
و إنّ قبراً لهُ في أضلعي كفنٌ ..
ماضٍ بغربتِهِ عنّي ..و عَنْ كَفَني
ألا تعودينَ ..؟!
هذي الأغنياتُ بَكَتْ ..
على احتراقٍ بلا أهلٍ و لا سَكَنِ
وااااهاً لعينيكِ من منفىً ..
إلى وطنٍ مَنفى تُشرّدني
ضدّي النسائمُ ..و الراياتُ خافقة ..
على جراحيَ ..
و الأحلامُ ترفضني
و الشعرُ .. و البحرُ .. و النسيانُ ..
و الجُمَلُ الحَمراءُ ..
مثخنةً بالريحِ و المِحَنِ
و الصوتُ و الصمْتُ و الجدرانُ آيلةً
للكفرِ ..
و الكفرُ و النيرانُ في عَدَني
( كَفى بُجْرحي نزيفاً ..
أنني وطنٌ ..
لولا مخاطبتي إيّاك لمْ تَرِني)*
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
*البيتُ للمتنبي بالأصل ..