|
يَأْتي المَسـاءُ وَفيـهِ تَكْمُنُ عِلَّتي |
وَإِصابَتي وَصَبـابَتي وَهَـلاكي |
يَأْتي المَسـاءُ بِصَوْتِـهِ فَيَزورُني |
كَهَديـلٍ طَيـْرٍ ساحِـرٍ فَتّـاكِ |
يـَذَرُ الكـَلامَ لِكَيْ يُدَغْدِغَ مَدْمَعي |
حينـًا، وَيَنْوي تـارَةً إِضْحاكي |
وَيُثيـرُ حينـًا غيـرَتي، فَإِذا بَدَتْ |
يُخْفي ظُنـوني قَوْلُهُ: (أَهْـواكِ) |
وَيُطِلُّ فَجْرُ البَيْنِ يُسْرِعُ في الخُطى |
فَيَقـولُ: (ديكُ الفَجْـرِ قَدْ ناداكِ) |
حـتّى إِذا كـُتِبَ الفـُراقُ وَمُـرُّهُ |
قال: (ارْقُـدي، وَغَداً هُنا أَلْقاكِ) |
أَمْـضي وَأَحْمِلُ صَوْتَهُ في خافِقي |
نَبْضـًا يُجَـدِّدُ في النَّوى إِرْباكي |
أَنـْوي النُّعـاسَ فَـإِذْ بِهِ شَوْقٌ لَهُ |
بِوِسـادَتي كَالنّـارِ كَالأَشْـواكِ |
فَأَعـودُ أُرْسِلُ خاطِـراً يَأْتي بـِهِ |
لِيـُؤانِسَ القَلْبَ الحَزيـنَ الباكي |
فَيَقـولُ: (قـَدْ كُنّا نُحادِثُ بَعْضَنا |
مِنْ بِضْعِ لَحَظاتٍ، فَماذا دَهاكِ؟) |
فَأَقولُ: (إِنَّ الشَّوْقَ أَرَّقَ مَضْجَعي |
وَأَتى السُّهـادُ يَقولُ:"أَيْنَ فَتاكِ؟") |
فَيَـقولُ: (آوي للنـُّعـاسِ فَإِنَّنـي |
روحٌ تُرَفْـرِفُ بِالخَفـا تَرْعاكِ) |
فَأَقولُ: (سُبْحـانِ الذي جَبَلَ الهَوى |
في خافِقـي حَتّى يَكونَ هَلاكي) |
بِالأَمْـسِ كانَ الصَّدُّ بَعْضَ وَسائِلي |
حَتـّى يَقولَ: (حَبيبَتي رُحْمـاكِ) |
وَاليـَوْمَ يُرْدينـي اشْتِيـاقي قائِلاً: |
(قَدْ جـاءَ يَوْمُكِ، هاهُنا مَثْواكِ) |
مـي |
|