(1)
نائماً كنتُ ..
أو ميّتاً كنتُ
أو حالماً ..
أشرحُ للقلبِ حُلْميَ
أُمسِكُ رأسيَ ..من رأسهِ
و القصيدةُ فوق الوسائدِ..
تزحفُ..
تحتَ الوسائدِ ,
بين الكراسي , على الطاولة _
إذا قمْتُ ماذا سيحدثُ ..؟!
لا شيءَ ..
سوفَ أخربشُ حَنجرتي ..
حدّ فنجانِ شايٍ .. و أغنيةٍ
و أنامُ بريئاً من الأخيلة
و أتقنُ نوميَ .. حتى انتصافِ النهارِ..
و أنهضُ منّيَ ..
أحبو على أربعينَ نعاساًً..
و للشعرِ ماذا ..؟!
التثاؤبُ كلّ التثاؤبِ ..
لا تبتئسْ يا أخي , كلّنا هكذا
-هكذا ؟!
نعم هكذا .. نلعنُ الليلَ .. و الصمتَ
و الحزبَ ..و القلقَ المتفشّي بنا ..
و الجدارَ ..
و حينَ تدقّ الأسِرّةُ أضلاعَنا ..
و تروّضنا قُبَلٌ ..
و نهودٌ بحجم الشعاراتِ..
نخمدُ تحت الغطاءِ و تخمدُ ثورتُنا مَعَنا ..
-ثمّ ماذا ..؟!
نجرّ الهتافاتِ .. و اللافتاتِ ..
و آهاتِنا و ملابسَنا الداخليّةَ ..
و الوطنَ المخمليّ إلى أيِّ بارٍ ..
ليشعَلَنا من جديد
-فما نفعُ كلّ الكلامِ إذنْ ..؟!
هو صوفٌ لِحَشْوِ التواريخِ ..
و الرئةِ اللغويّةِ بالشعراءِ
و حشو الفراغِ المليءِ بنا ..
و بأصواتنا المتعبة
منذ جرّدَنا الخارجونَ
على الشمسِ
منها ..
ومنذُ سفكنا دمَ "المتنبّي"..
و عُدْنا بلا "قرطبة"
ربّما كنتُ أهذي .. فلا تغضبوا
أنا لا شأن لي بالخلافةِ ..
أو بقميصِ عثمانَ
لا شأنَ لي ..
و إذا كسَرَ الوزنَ غيريَ
سوف أصفّقُ حتى حداثتكمْ
و أنامُ ..
و إنْ هَلْوَسَتْ بيَ أدويتي ..
و حبوبي المنوّمةُ ..الان
فالذنبُ ذنبُ السرير
فلا تغضبوا ....
..
(2)
لو فرّتِ الغرفةُ الآنَ ..
من سَيَلومُ دمي ؟!
هي من أعجبتها الشوارعُ ..
و العَرَباتُ و أبواقُها
و أنا منْ توّرطْتُ في النومِ
و الوحشة القاتلة
و تمدّدْتُ مثلَ أبي ..
مرهقاً بالنقاش على مقعدٍ ..
وتمدّدتِ العائلة
ربّما هكذا يُصنعُ المجدُ قلتُ ..
و منهُ نلفّ سجائرنا العربيّة
أصليّة التبغِ..
دُرْ يا زمانُ ..
نحشّشُ حتى شروقِ الغروبِ
الغروبِ الشروقِ..
و رفع المصاحفِ فوق الرماحِ
وحتى اندلاعِ الخوارجِ في حُلْمنا..
و نحشّش حتى الحشيش
و دُرْ يا زمانُ
أنا قلتُ من قبلُ لا بدّ من غرفةٍ ..
فالأثاثُ تشرّد جداً ..
و قلتُ لكمْ أكرموا البابَ ..
لكنّكم ما استمعتمْ ..
و ها أنتمُ الآنَ تستصرخونَ الرصيفَ
بلا غرفةٍ .. و بلا بابْ
عليكمْ تغيرُ الذئابْ
فمنْ سيلومُ دمي ...!!
و دمي طيّبُ النزفِ ما بينكم
و أنا بالغُ الليلِ و الاكتئابْ
.