|
تمَلًّكَه همٌّ و أزرى به البؤسُ |
و قد حالت الأيام و استنكر الرأسُ |
تطوف به الآلام وهي شديدة |
فيحملها صبرا و في قلبه تجسو |
و من عجب الأيام قادة أمة |
تُعمِّق أسبابَ الخلافِ و لا تأسو |
وقد مزَّقوا أشلاءَها بعد فترة |
تغنت بها الأمجاد والسيف والطرس |
يقولون ما لا يفعلون فلا ترى |
سوى خانعٍ للغرب أو طامعٍ يحسو |
و قد أنكروا كل الذين تقدموا |
لإنقاذها من كان ينصح أو يأسو |
وصبّوا بأفواه الجراح سمومَهم |
جراثيمَ حتى استاء ممّا رأى الرجسُ |
أحبوا فنونَ الشرِّ حتى كأنه |
إذا مات من تعذيبِهم واحدٌ عرسُ |
وإن زعموا أمراً رأيت خلافهم |
كفرت بهم فالموت أجرُك والحبس |
رأيت عيون الحاكمين إذا انبرى |
لها الحقُّ رمدا قد تجلَّت لها الشمس |
فكم وعدوا كذبا وزورا و ما وفوا |
و إن أحسنوا يوما فقد شابَهُ العكس |
إذا ذكر الناس الصلاح تطيروا |
كأن الذي أطروه في مثله النحس |
يرومون مجدا بالغناء و بالخنا |
وهل قام مجد لا تضحى له النفس |
ترانا إذا ما احكم الغزو قبضة |
يرد على عدوانه مطرب حلس |
فتركع أمريكا على جبروتها |
وحول شواطي الصين أسطولنا يرسو |
وتجثو فرنسا تطلب العفو والرضا |
إذا اهتزت الأرداف أو قُصِّرَ اللبس |
ونأخذ بنت الإنجليز سبيةً |
إذا اندسّ في حضن الطهارة مندس |
فهل ردت الرَقْصات أرضا سليبةً |
و هل عاد مغصوبٌ بما أُترِعَ الكأس |
فلا يخرج المحتل إلا بثورة |
فكيف تعود الأرضُ بالعزف و القدس |
لقد ضاعت الأوطان مذ صار قولنا |
يصم الفضا أما مدافعنا خرس |
و لكنني رغم الذي صار مؤمن |
بطاقة شعب لا يخامره اليأس |
سيرجع رغمَ القهرِ يا قومُ مجدُنا |
و في قمة العلياء يحلو لنا الأنس |
لأن بني الإسلام صعبٌ مراسُهم |
يلين لهم عود الزمان ولا يقسو |
إذا نزلت سراءُ لم يبطروا بها |
ومن حالةِ الضراء يُستَخلَصُ الدرس |