|
كُشِفَ الـغِــطـاءُ لأَعْــــيـُنِ الـبــُـــصَراءِ |
عَــــنْ سِرِّ مَـكْــنـونِ الــرَّدى بجَـــــــــلاءِ |
كُــلُّ امْرِئٍ لا بــُـــــدَّ يـَلْــــقى حَــتْــــفَــهُ |
إِنْ آجِــــــــــــلاً أَوْ عــاجِــــــــلاَ بـِقَــــــــضاءِ |
لا شَــيءَ غَـــــيْرَ الـلَّــهِ يـَبـْـــقـى مُخــْــــــــلَدًا |
هَــــــيـْهـاتَ أَنْ نَـنـْـــعَمْ بِـطــــــولِ بـَــــــقـاءِ |
فَـتَـــــعاقُـبِ الأَجْــــــيالِ في فَــلَـكِ الرَّدى |
كَـتــَـــعـاقُـبِ الإِصْــــباحِ وَالإِمْـــــساءِ |
لم يــَـــــــبْــقَ لـِلإِنـْــــــــسانِ بـَـــــعْـدَ فـَـــــــنـائـِهِ |
أَبــَـدا سِــوى الـذِّكْـرى وَحُــسْـنِ ثَـناءِ |
يِـا أَيـُّـهـا الـشُّـعَراءُ مـا الـذِّكْرى سِـوى |
طَـــــيْـفِ اجْـتِــــمـاعٍ راقَ عـَـــــيْنُ الرائي |
دَرْويــشُ في دُ نْـــــياكَ أَحْرَزْتَ الـعُــلا |
حـَـــــتَّى وَطِـــــئْـتَ مَـــــنـازِلَ الــعَـلْــــــياءِ |
فَـسَـبَكْـتَ مِـنْ غُرَرِ الـقَـــوافي دُرَّها |
تـِـــلْـكَ الأَوابــِــــــدُ في سَـــــنَـىً وَسَــــــنـاءِ |
وجمَــــعْـتَ أَشْــتاتَ الــفَــضائـِلِ كُـلَّـــها |
حَـــــتَّى شمــِــــلْـتَ فـَـضائــــِــــل الــنـُّـــجَــباءِ |
يـا طـــاهِرَ الأَعْـراقِ حَــسْـــبُـكَ شــاعرٌ |
زاكــي الـنـَّـــقــيـبَةِ صــــــــائِـبُ الآراءِ |
يا عَــبْقَرِيَّ الذِّكْرِ صـيـتُـكَ في السَّما |
زُهْرُ الـــكواكب خــــُلَّـدُ الـــــلألاءِ |
دَرْويـــش أنتَ نَسـيجُ وَحْدِكَ في الـدُّنــا |
وَلــَــدتْـــــــــكَ أُمُّــــــــكَ في بـُروجِ سمــــاءِ |
اسْــطورَةُ الـتَّـــاريـــخِ مـَــهْـــدُ حَــــضَــارَةٍ |
تـَرْعَـــــى الـــــــذِّمــــامَ وَســُـــؤْدُدَ الآبــــــــاءِ |
قـدْ كُـنْتَ في دنيا الوَرى إِلْفَ الحِجى |
عـَــــفَّ الـــــسَّــريِـرةِ ؛ طَــــيِـّبَ الأَنــْــباءِ |
جـــاوزْتَ أَكْــنافَ الــسُّـهَى في هِمَّةٍ |
تــَـعـْـلو الــسِّــمـاكَ وَمَــــبْـعَــثَ الأَضْـــــــواءِ |
فَرَكَـزْتَ أَلْـــوِيـَةَ الــفِـدى خَـــــــفَّــاقَــــةً |
بـِــذُرى الــعُــــــــــلا في سُـــؤْدُدٍ وَعَــــلاءِ |
وَجَــــعَــلْـتَ مِـنْ إيـــفاءِ عَـــهْـدِكَ لـِلْـحِـــمى |
سِــــفْـرًا يُـــسَــطِّـرُ سُــــــنـّة الأُمـَــــــــنــاءِ |
وَسَــهِـرْتَ تُـصْـــلِـحُ رَأب صـَـدْعِ أحـــبَّـةٍ |
حـَــتَّـى حُـرِمْــــتَ لــَــــــــذاذَةَ الإِغْــــــفـاءِ |
وَدَأَبــْـتَ تحـْــــمِـلُ هـَـمّ َ كُـلَّ مـُــشَرَّدٍ |
وَمُـــعـَــــــذَّبٍ وَمُـــقَـــــــــطَّـــعِ الأَشْــــــــلاءِ |
وَالنَّـفْـسُ في كَـمَـدٍ عَلى السَّجْنَى الألى |
وَمَـــنِ ابـْتـَــــــلاه الـــــــدَّهْـرُ بــِـــا لأَرْزاءِ |
وَالـــيـَـوْمَ قـَـدْ أَمْسى تــَوَسُّــــدُكَ الــــــــثَّرى |
حُـــكْمَ الــقَـضاءِ وَلاتَ حــينَ فِـــداءِ |
تـَـبـْكـيـكَ مِـنْ قُــدْسِ الرِّ بــاطِ مَـــــآذِنٌ |
وَكَـــنائِــــــــسٌ وَمـــَــدارِسُ الإِسْـــراءِ |
أســــــوارهــــا ؛ أبــــــــوابـــهـا ؛ وقـــــبــابـــهـا |
رَهْــــنُ الـبـَــــــلى مِـنْ صَـــدْمـَـــةٍ خَرْســــاءِ |
وَ زُ قَــــــاقُــهـا وَالمـَـــشْرَ بِـــيـَّاتُ الــــعـُـــــــلا |
كـَـدْراءُ مِـثْـلَ كَـواكِبُ الجَـوْزاءِ |
حـــتى غُـــصـــــونُ الــــسِّـنْـديـــانِ نـَـوائِـــــــحُ |
وَالــتّــــــــيـنُ والــزَّ يــْـــــــتـونُ في إِلْــــــــــــواءِ |
لا الـطَّـيْرُ في أَوْكَـارِهـا مِـنْ غُصَّةٍ |
الأَحـزانِ ؛ لا لِــــتَرَ نُّـــمِ الـــــوَرْقـــــــاءِ |
لا شَــــدْوَ يُـــسْــــمَــع لـِلْـــبـَلابـِـلِ لا ولا |
سّــــجْــعَ الهِزارِ وَرَ نَّــــــةَ المـُــــكَّـــاءِ |
فَـعَــلَــيْـكَ يـا دَرْويـــــشُ أَلْــــفُ تحِـــــــــيَّـةٍ |
مِـسـْــكِــيَّـةٍ نـَـــــفّــاحـَـــــةِ الأَشْــــــــذاءِ |
يا ربِّ فارْحَمْ شاعِرًا عَــشِق الحِــمى |
وامْـــــــنُـنْ عَـلَـــــــيْهِ بـِديمَــــــــــٍة وَطـْــــــفــاءِ |
وَاجْـــعَـلْ سَناءَ الـقَـبْرِ في غَسَقِ الـدُّجـى |
بــَــــدْرًا يـُــــــنـيرُ مَـــســـالـِـكَ الــــشُّـــعَراءِ |