بغدادُ
يا بغدادْ
تاريخك عنوان الامة يا بغدادْ
يا ام الامجاد
قد ضيعه ابناء الضادْ
يا وجه الخيرْ
يا تاج الأسيادْ
منقوش اسمك في قلبي
مرسوم وجهك بالالوانْ
في الساحات الكبرى و الميدان
يا أجمل ما أبدع فنان
لوحة حب في كبدي
في متحف صدري محفوظة
من يوم الميلادْ
وحفرتك تمثالا في قلبي
و حملتك لحنا قدسيا في اذني
يتردد ليل نهار
يحملني ضد الريح و ضد التيار
من أجلك واجهت الإعصار
***
يا كنزا في روحي أحمله
كم لص حاول سرقته
كم قايضني
لكن الحارس لم يغفل
عنه و عن كيد الصياد
***
بغداد الحب و أفراح الأعياد
و حديثي عنك و أطفالكْ
عن أطفال الدنيا
غيّر حالي
قطع قلبي
قد دمرني كالزلزال
قارنت الأطفال بأمريكا وبريطانيا
مع أطفالك يا بغدادْ
فوجدت الأضداد
يأتي سنتكروز
يعطي الأطفال هدايا في أمريكا وبريطانيا
في عيد الميلاد
أما في بغداد فصاروخ كروزْ
يجتث الطفل من الميلادْ
يهديه شظايا و دمار ورمادْ
ويقطعه إربا إربا
ليلاقي الرب بيوم الميعادْ
***
في أمريكا و بريطانيا
في الأعيادْ
تغشى الأفراح وجوه الناس
و تطرزها بالالوانْ
يزهو الأطفال كأنوار الأعراسْ
ويغنون
و على أنغام الجاز
تهتز هناك الأعجاز
و يغنونْ
أما في بغداد
يهتز الأطفال من الخوف
من صوت العصف
من رمز الموت و رمز العنف
من أمريكا وبريطانيا
في بلدي يبكي الأطفال
و الحزن يميت الآمال
هذا يبكي أمَّهْ!
هذا يبكي أختهْ!
ذاك أباه!
هذا يحمل كفَّه؟
يسال هل ترجع كفَّهْ؟
ذاك لماذا قطعوا رجلَهْ؟
و لما ذا فقأوا عينَهْ؟
جدعوا انفَهْ؟
هل كان الأطفال يغذون الإرهابْ
أغزا الأطفال بلاد الأنجابْ
أم هزوا عرش أبي ناجي
أم دكوا صرحك يا بوشْ
في بغدادْ
لا تسمع إلا أصوات حدادْ
و الموت يزور الأولادْ
وترى الأرض شظايا ورمادْ
وقنابل تسقط فوق الأجياد
يبكي الطفل على بغداد
يبكي الشيخ على بغداد
يبكي من يعرف بغدادْ
و يذيب الحزن الاكبادْ
و الجيش المحتل يدمر بغدادْ
و أنا احمل في قلبي بغدادْ
جرحا و دوي جهادْ
وشهيدا يبعثه الجلاد
ليحطم رأس الجلادْ
د.خليل ابراهيم عليوي