حوار بين الرسول و إبليس اللعين

أرجو منكَ أخي الحبيب ثائر أن توضح قصدك من هذه العبارة جيدا و لا تتركها مفتوحة التأويل كي لا نقع في مطب الفهم الخاطئ .
أما بالنسبة لصحة هذا الحديث أو بطلانه فالأمر متروك لأهل التخصص و عليهم أن يفصلوا فيه بالأدلة و البراهين الثابتة و ليست الظنية و المشهود لهم بالعلم .
أتمنى منك التوضيح في أقرب وقت ممكن أيها الكريم .

تقديري و احترامي

الأخ والأستاذ الفاضل هشام عزاس

لستُ ممن يلجأ إلى الجدل ويجعل منه بديلاً عن العمل..

ولا أود هنا فتح باب للنزاع او النقاش العقيم...فارجو منك الإكتفاء بجوابي هذا..

أسال الله العفو والعافية لنا ولأمة الحبيب محمد.. صلوات الله عليه وآله وصحبه

وأسال الصفح من كل انسان إعتقد اني عنيته بكلمة سوء..

رغم اني ما قصدت إلا إلى إبداء وجهة نظر

تجسد قناعتي لا اكثر..

تقبل انت اخي الكريم والاخوة الأفاضل كل الحب والاحترام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحبة الكرام الهدف من الحوار ليس الانتصار بل الحقيقة و الأكثر أن تدوم بيننا المحبة

أخي الكريم ثائر
لا بد وأن نتفق على قواعد يقبلها العقل السليم لنكون في حوار من غير جدال عقيم و لا مراء

_ مدارسة أحاديث الرسول صلوات ربي و سلامه عليه ليست كمدارسة أي قول آخر
_ الأصل في الأمور التعبدية القطع و التحريم إلا أن يرد النص الذي يشرع ومنه الأصل في رواية الأحاديث النبوية الوقوف إلا مع التخريج و بيان الصحيح من الضعيف ..
_ البحث في الأحاديث يكون مزدوجا أي سندا و متنا فلا نقتصر على أحدهما فقط
_ الأصل في نقل الأحاديث من كتب الحديث المعروفة لا كتب المواعظ و التاريخ و القصص و غيرها

من هنا يتضح أن الناقل من يلزم بتخريج المنقول و هي ثقافة لا بد و أن نمتلكها
كتاب شجرة الكون للشيخ الأكبر ابن عربي ليس كتاب حديث بل تصوف و فلسفة يتحدث عن الكون و التكوين
وقد وقع خلط لأستاذنا ثائر فالحديث الوارد في كتاب شجرة الكون : حديث حوار الرسول و جبريل و الكتاب صغير الحجم ليس به الحوار المزعوم بين الرسول عليه السلام و إبليس

من ناحية المتن الحديث جميل و صحيح إلا ما كان من دعوة الرسول إبليس إلى التوبة فقد كان حكم الله في القرآن الكريم أن أبليس مطرود من رحمة الله و بعض الأمور الأخرى
و هذا ليس دليل على صحة الحديث إذ أنه من ناحية السند لا يوجد هذا الحديث في الكتب المعروفة لا تخريج له لا في الصحاح و لا في الضعاف.

و الآن سأنقل بعض أقوال أهل الإختصاص :

- الشيخ عبد الرحمن السحيم
... كل حديث جاء بمثل هذا الصفّ والتصفيف ، وبمثل هذا الطول فإنه يُحدث في النفس ريبة لا تقبله حتى تُفتّش عنه .
فالوصية لمرتادي الشبكة أن لا يُسارِعوا في نشر مثل هذه الأباطيل والأكاذيب وأحاديث القصّاص ، وإنما يعرضوها على أهل العلم .
ومن الخطورة نشر حديث مكذوب ؛ لأن من نشر حديثا مكذوبا فإنه يبوء بإثم الكذب ، ويكون مُشارِكا للكذّاب الذي وضعه وكذَبه .

- الشيخ حامد العلي:

هذا حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا أصل له ، ولاتحل روايته ، ومن ينشره شريك في الإثم مع من افتراه على نبينا صلى الله عليه وسلم ، مع أن كثيرا من معانيه ـ وليس كلها ـ مشهود لها بنصوص أخرى ، ولكن لاتحــل رواية أي كلمة عن نبينا صلى الله عليه وسلم إلا بناء على حديث صحيح ثابت الإسناد ، فالخبر عنه صلى الله عليه وسلم خبر عن الوحي ، والوحي من الله ،ومن يفتري الكذب على الوحي فلا أحــد أظلم منه كماقال تعالى ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) ، وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وفي صحيح مسلم مرفوعا: ( من حدث بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ) ، وهو يدل على أن من ينشر الحديث الذي يرى العلماء انه كذب فهو كاذب ، كمثل الذي كذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهــو شريكه ، والعياذ بالله تعالى والله أعلم


- الفتوى من مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا الحديث لا أصل له، بل هو مكذوب بيِّن الكذب لا تجوز حكايته إلا على سبيل التحذير منه والتنفير عنه، وفيه من الكذب السامج ما ينزه صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم عن أن ينسب إليه مثله. والله أعلم.