دفتر الذكريات
في الليل أم في نشوة الصبح المُندّى
في النفوس وقد عتى فيها اغتراب
من أي نافذة أطل على الهوى
والقلب ينخره الجوى
والحزن في جسمي إهاب
يا ليل يا أحلام يا نفسي التي
من غيّها تنسى بأن العمر والدنيا،
سراب أو تراب
أيدوم ما كنا نقول
وذكريات قد ركنّاها
على ذاك الرصيف
وحين عدنا اليوم
أسكتنا الغياب
فلْفشت معقل ذكريات،
كنت قد ودّعتها،
فوجدت فيها البين
ينعقه غرابُ
وفتحت دفتر شعريَ
المرميّ في رفٍ بمكتبتي
فعفّ عليّ،
من ذكراه أحباب
كم كنت أحلم أن أعيد الذكريات
وكان شوقي يعمر الأيام قصراً
لكننا عدنا ويصدمنا الخراب
أنَّى؟!
وكنتُ أظن أن غباره
غطى فؤاداً ذاب،
لما في النوى ذابوا
أنّى؟!
وكنت أظن أن حروفه ابيضّتْ،
كما مني النواصي،
بعدهم شابوا
واليوم عدت لكي نحقق حلمنا
لكن هذا الحلم غادرنا مع الأحباب
إذ رحلوا وغابوا
استنبش الماضي السحيق
من القلوب
على طريق قد مشى فيها الشباب
الله ما أقسى الهوى حين الهوى
يسقى العطاش إجاجه
والملح فيه لنا يذاب
يا للحظوظ بها،
يوماً تحالفنا
وأعواماً تخالفنا،
فيُغرقنا السراب
قم يا صديقي،
لا تسلْني:
كيف نقضي العمر
تحيينا الدفاتر،
ثم يقتلنا بهذا العمر،
إذ نقضي، كتاب؟!
فنسير نخشى صوت
أغنية تذكّرنا بماضينا..
وبيتاً،
قد كتبنا في دفاترنا،
نهاب
ورأيت أجمل شعركم
ذاك الذي
ضميتموه إلى الحنايا
واختفى بين الضلوع
وقد تغلّق خلفه باب وباب
ورأيت أن الشعر ليلى
والقصيدة حبها وفراقها
والشاعر المكلوم قيسٌ
والأحبة في النوى ماتوا وطابوا
فأخذت أنزف ذكريات
من أسى تبكي
وتسأل دمعاً
للخد يدفعها انسكاب
أسفي!!
أنَبْني في المخيّلة المآسي
ثم نخترع المدامع
حين ينسانا المصاب؟
ونعيش "رومانسية" المجنون
ثم نتيه في صحرائنا
ليفصّل المأساة،
في دمنا، عذاب
لا يا صديقي!!
أي خير في هوى؟
((إن لم يُمتْك الحب فيه..
فسوف يقتلك الغيابُ))