حين يكون الحيوان .. أقرب إلى الإنسان من الإنسان
ولّت تجهلني هاربة
خائفة ببراءة طفله
وتوارتْ عني ترمقني
من خلف الأيك لها مقله
وارتاحتْ لي بعد وجاءتْ
بجواري تدنو في ذله
جعلتْ دولابي حجرتها
أنعم فيها من محتله
تأتي لسريري مُسرعة
لندائي من أول وهله
وأنادي قومي أعواما
لم تلقَ نداءاتي طبله
فألاعبها وتلاعبني
فكأني معها في حفله
وأداعبها في أحضاني
أمنحها دفئاً أو قُبله
وأواسيها وتواسيني
في خطبٍ يفجأ أو علّه
إن جاءتْ تشكو فصامتة
كم أبكم نمّق لي قوله
فكأني عنتر حاميها
وقصيدي صيّرها عبله
يا لوسي قولي ما أشكو
قد صارت دنياي مُمله
ففؤادي يبكي من ألمٍ
ودموع العينِ جرت قبله
وتفرغتِ لمصعب لما
فضّل غيركِ لؤما شغله
فأفضفض بعضاً من شجني
لأخفف عن قلبي ثقله
لو أن الحزن غدا شخصا
لأباح الشرعُ لنا قتله
ونسيتُ الأنس وعالـمه
لو يأتي لن أعرف شكله
دنيايَ فديتك متعبة
لا راحة فيها أو مهله
جاءتني تبطش في صِغري
ما أقسى الشيء على غفله
غلبتني بغدرٍ جولات
وإذا ما فزتُ ففي جوله
أو قلبي قد صار مزاراً
إذ طافت أشجاني حوله
أم كان لآلامي رمزاً
إن تاهتْ كان لهم قِبله
وخليليَ عن همي ولّى
وقديماً كنتُ له ظلّه
وحبال القوم وهتْ منهم
من ولى لا أرجو وصله
فكثيرُ الشيء عليه جنى
يا ربّ اجعلني مع القلّه
كم أضحكُ في وجه حسودٍ
ما ساوى في قلبي نعله
كل الأجناسِ سوى جنسي
قد صار الطهر لهم ملّه
مٌيزنا بعقولٍ لكن
من منا يستعمل عقله
لا عقل لدينا كم فينا
من أحمق يستعذبُ جهله
ولكل زمانٍ دولاتٌ
وزماني أنتِ به دوله
ألبستكِ من شعري تاجاً
لن تجدي في الدنيا مثله
وكفى حزناً لوسي أني
أكتبُ فيكِ قصائد جزله
10/1430 هـ
10/ 2009 م
لوسي هنا في .. مدونتي