|
لا يرتضي الطيرُ إخفاقاً بأجنحةٍ |
فكيف أرضى وقد قُصًّت جناحاتي |
وكيف أرضى وذي الأجفان ماانطبقتْ |
إلاّ وهمٌ أتى يغزو مسرّاتي |
وكيف أرضى وليلي لَمْ يزلْ ثملاً |
ويملأ الكأسَ من بُقيا حشاشاتي |
فلست أرضى بآهات تؤرّقني |
وتسكبُ السمّ في أفواه غاياتي |
يا غربةً لم أزل أشتاقُ لوعتها |
وأستلذُّ بها رغم احتراقاتي |
عاشرتُها في سنيّ العمر أجمعه |
أسعى إليها بأشواقٍ حثيثاتِ |
مباهج الحسنِ في عينيّ قد رسمتْ |
لوناً جديداً تخفّى بين أهاتي |
تَعاظم الشوقُ في قلبي وأعذبه |
ضوءٌ تلألأ من أنوار مشكاتي |
وهيكلُ الحُبّ في قلبي منازله |
أسري إليه بآمالٍ عريضاتِ |
وأرتوي من لحاظٍ كنتُ أسكنها |
ترنو لسربٍ تعالى في سماواتي |
بين الدكاكين قد ضيّعت أزمنتي |
أخفيتُ فيها عناويني القديمات |
أهفو إليها بلونٍ ساحر عطرٍ |
تنسابُ من روضه أصداءُ أنّاتي |
أخفى مِنَ الوجدِ إيلامٌ مُزجت به |
أشكو إليه ولمْ يسمعْ نداءاتي |
شواردُ النفس في مسعاي أحملُها |
تمضي بعيداً وتُشقيها حماقاتي |
يهمي هوايَ إلى الاحباب يسألهم |
متى الوصال فقد ذابتْ عباراتي |
أبكي سنيني مع الماضي وأحقبُها |
وأستقي من بحور الهمّ مأساتي |
ألنهرُ يجري ولم يعلم بمَنْ ظمئوا |
ومَنْ تهاووا على زيف الحضارات |