متى سنلتقي أنا وأنتِ ؟ لقد سربلني النأي بظلامه ، وقنفذني الأسى بسهامه ، لعمرك لولا عيناك الرقراقتان لسكبت الحروف آهات وعبرات لها حسيس على السطور ، يا ذات القلب الأسيف بودي لو انسلت مع السطور روحي لتلعق الدمع من جفنك .
باسم الله أطيب الأوراق ، وباسم الله أغمس القلم بحبر طهور لتطوف السطور بين عينيك حبا وسلاما وأمنا وفرحا ...
يا حورية الأرض ! لقد بحثت عنك في كل مكان أمس واليوم وغدا ، كل جميل كنت أنت أجمله ، وكل أسى تلبسني كان سببه فقدك ، أحقا تداركني الحب في قلبك ! لأنت النبضة الأولى في قلب تعدو نبضاته إليك حتى خنق الحزن أنفاسه يأسا منك ، وبينما أنا في الرمق الأخير إذ نفث طيفك الحياة في كل كلي . لقد ولدت من جديد هذا وما وصلني إلا خيالك ، بالله خبريني كيف إذا التقينا أنا وأنت !
يا حورية الأرض ! حين رأيت أثرك وشممت عطرك أول مرة علمت أنك أسمى أحلامي ، هممت أن أطير خلف روحك ، لكن قصر جناحي عن مداك ، كانت خصلة من شعرك فوق أماني ، وبسمة من ثغرك يضيق عنها فرحي ، وأما إغضاءة خفرك ، فوالله إنها لتفضل مدارك الجمال في ! فكيف بالله خبريني أن أروم وصلك ؟! ما كان لي من حيلة إلا أن أرنو إليك من بعيد من بعيد لكيلا أثقل قلبك بي .
بت أراك كثيرا ، ذات ليلة كنا في طيبة ، ثم في أم القرى ليال ، ثم قفلنا على ضفة الخليج ، بل إني في الطريق كنت أرانا في بلد آخر ونحن لم نصل بعد ؟
طيفك يحوم بين عيني حين يتعلق قلبي في السماء ، ألوذ بالله بقلب يلوك الغصص ، وعين تعصر الصبر ، فيُلقى في روعي أنك الخلف ، وأنك قريبة ، وأنا سنلتقي . بل إني شرعت أعد للقاء عدته ، علي أن أكون جديرا بالمثول بين يديك في كل شيء . لله أنت حتى خيالك مبارك يدعو إلى الخير وينشد الكمال !
العمر مرة وما ذقت فيه إلا المرار ، ورحمة الله واسعة ، فلنتبع سببا لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، ولا عشت بعدك .