ما زلتُ أشكو
محمد العلوان
ما زلتُ أشكو والدموعُ موائدي
مِنْ أين آتي بالرشيد وخالدِ
من أين آتي بالرجال جهابذاً
داسوا على أنف العدوّ الحاقد
سلكوا سبيلَ الحقّ ما أغرتهُمُ
دنيا تَغذّت من شرابٍ فاسدِ
حثوا الركائبَ يبتغون منازلاً
عَرجتْ إليها روحُ كلّ مجاهد
وتسابقوا صوبَ الجنان تحفّهم
أنوارُ مَنْ لبّوا بقلبٍ واجد
صدقوا العهودَ وما تردّد عزمُهم
صالوا كصولاتِ الصبورِ الحامدِ
ما زلتُ أشكو والأنينُ يلفّني
وتجورُ مِن هولِ المصابِ قصائدي
وأعيشُ في زمنٍ كئيبٍ ليتني
ما عُشت فيه ولا رأيتُ حواسدي
أمواجُ ليلِ الغادرين تحالفتْ
في حملِ أشرعة الظلامِ الوافد
وتعطّشوا صوتاً يُهَدِّأُ روعَهم
ويذودُ عنهم في احتدامِ شدائد
وتحصّنوا بالخوف مِن أعدائهم
وتستروا في ظلّ ليلٍ بائد
أسفي على قومٍ تشتّت أمرُهم
وتراكضوا خَلفَ الدعيِّ الجاحدِ
عهدوا إليه شروقَهم وغروبَهم
ودعوه بالشيخ الجليلِ الراشدِ
واستعطفوه بأن يكونَ إمامهم
ويؤمُُّهم نحو الطريقِ الواعدِ
فأذلّهم حين استماتوا حولَهُ
وشراهُمُ لكنْ بسعرِ الزاهدِ