|
فى ظلمةِ النَّقع االمُسعَّرِ رفرفت |
حول الهموم وتمتمت بصلاةِ |
عبرت إلى الأحزان تحمل فرحةً |
وتجود بالتحنان والبسـماتِ |
وتحملت وجع الفراق لجنَّـةٍ |
وتصبرت بالحب والبركـاتِ |
هى لم تزل أخت الصباح نضارةً |
فى رِقةِ الريحان والنسـماتِ |
تلك الحمامةُ للشروق حنينُها |
وهديلها نبعٌ وعشقُ حيـاةِ |
حامت على أطلالنا وتأملت |
وتكللت بالدمع والآهـاتِ |
فى قلبها سكن الأسى لوليدةٍ |
أضحت مبعثرةً على الطرقاتِ |
وتقطعت ألماً لعُشَّةِ أسرة |
أمست هشيماً دامىَ الحصواتِ |
وتنقلت تسعى تكفكف دمعةً |
وتلوك مُرَّ القهر والحسـراتِ |
وقفت تصدُّ الموت وِِقفة فارسٍ |
وتذود عن بؤسٍ وعشِّ قَطاةِ |
فإذا بوحش الأرض يهدر بالردى |
ويدقُّها تحت الثرى دقَّـاتِ |
ويحيلها تابوتَ يرحل دامياً |
يبكيه شعبٌ متعبُ النظراتِ |
آهٍ على تلك الحمامةِ أشعلت |
نارَ العذاب وفجَّرت طاقاتِ |
أمست قتيلةَ مهجةٍ خفاقةٍ |
وغدت غديراً راويَ الهمـاتِ |
وقضت بلا أُمٍ تُقبل وجنـةً |
وبلا أبٍٍ يرنو وداعََََ ممـاتِ |
تلك الحمامةُ صرخةٌ مطحونةٌ |
دِيست بأرجل سادة التوراةِ |
وأريجها غضبٌ يطوف مكبراً |
حول العروش وزمرة الكاساتِ |
قرعٌ يدقُ الباب كل لُحيظةٍ |
ويهزُ نومَ أسِرَّةِ اللـذاتِ |
ويُدين هيئةَ عالَمٍ مأسـورةً |
ويذيق أهل الصمت عارَ سُكاتِ |
إنا نودع بالقلوب حمامـــةً |
صنعت رجال الفجر والجناتِ |
قلبٌ كبيرٌ كالفضاء رحابةً |
ويضيء بالأقمار والنجمـاتِ |
كبِّرْ حمامَ الكون واجهر بالأسى |
ودِّعْ نسيم الحبِّ والرحماتِ |
واهدلْ أغاريد الوفاء محبـةً |
واذكرْ بفخرٍ حُلوة الحلواتِ |
لكِ يا حمامةُ من ربوعى قُبلةٌ |
يا غنوةَ الخيمات والحاراتِ |
جودي بأغنية الفلاح لخائبٍ |
واسقى الجبان شهامةً وعظاتِ |
كم راحلٍ ظنَّ السلامة ذلـةً |
فشرى المهانة وارتضى النكساتِ |
لكنه ولَّى كريح |
قُمامـةٍ |
موتٌ بعزٍّ فى الدُّنا أنشودةٌ |
تشدو بها قيثارة الموجـاتِ |
موتٌ بذلِّ فى البرية سوءةٌ |
ورذيلةٌ تُحكى مدى السنواتِ |
فتيمَّموا بدم الشهادة واثبتوا |
فى هول خطبٍ وارفعوا الهاماتِ |
إنَّ البقاء |
لأمةٍ |
رفحُ العلا والدم دوِّى عزةً |
وتفاخرى دوماً بعزم فتـاةِ |
لا تقنطى أختاهُ أبداً وانهضى |
وتجلَّدى بالصبر والصـلواتِ |
فجرُ الخلاص يطل من نقع الوغى |
وجنى البيادر من دُجى الغيماتِ |