|
أَنَـا اليَتِيـمُ وَمَالِـي غَيْرَكُـمْ أَحَـدٌ |
أَلوذُ فـي ظلِّـه مِـنْ قَسْـوةِ القَـَدرِ |
مات الذي كـان يرعانـا ويسعدنـا |
وحالت الحالُ من صفـْوٍ إلـى كـدرِ |
و فَجْـأةً غـابَ عنّـا دونمـا خبـرٍ |
ولم يعدْ بعدها.. والعينُ فـي الأثـر |
تبـدّل الأمـرُ واجتاحـت مشاعرَنـا |
هواجسُ البؤسِ و اشْتّدّتْ رؤى الخطرِ |
و أصبحَ اليُتْـمُ غـولاً يسْتَبِـدُّ بنـا |
وطائرُ السَعْـدِ غالتْـهُ يـدُ الضجـرِ |
ولم نعدْ نرقبُ الأبـوابَ عـنْ أمـلٍ |
لعـلَّ والدَنـا قــدْ آبَ بالـوطـر |
وجاء يحمـل فـي طيـات جعبتـه |
دفء الأبــوة إحسـانـا لِمُـدَّكِـرِ |
ومـن يعـودُ إلينـا كـي يلاعبَـنـا |
يفيض في صدرِه نبعُ الحنـانِ ثـري |
وكـم سألنـا متـى يأتـي لينقـذنـا |
من وحشة الخوف مـن آلام منتظـر |
من حاجة لم نجدْ شخْصاً يقـومُ لهـا |
وكان ينجزُهـا فـي لمحـةِ البصـر |
ما جئتُ أسألكم يـا سادتـي بطـرا |
بل جئتُ انقذكم يا قـومُ مـن سقـر |
لقد أتيـت أناجيكـم علـى مضـض |
فقد تراخى على الـلأْواء مصْطَبَـري |
وكـم عففـْتُ لعلّـي أجتـدي بـدلا |
من وقفةِ الخزْيِ أسْتَجْدي ذوي الغيـر |
وكان أحـرى بهـم – والله حثَّهُمـو |
على رعايتنا فـي مُحْكَـمِ السُّـورِ- |
و قـال سبحانـه فـي ذاك منْتِـدبـا |
أَهْـلَ العزائـمِ فـي إطعـامِ مفتقـرِ |
من اليتامى ذوي القربـى ليقتحمـوا |
بذلك العقبـاتِ السـودَ في الحفـر |
ومـن أرادَ جـِوارَ المصطفـى فلـه |
في قولِهِ صُورةٌ تغنـي عـن الخبـرِ |
وقـَدْ أشـارَ إليهـا فـي كفالتِـنـا |
بإصْبِعَيْـه و قـدْ ساواهمـا ليُـري |
فمـَنْ أحـبَّ رســولَ اللهِ يَكْْفَلُـنـا |
فقـدْ تَرَبًّـى يَتيمـاً سيِّـدُ البـشـرِ |