السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال:- لماذا نحب أن نكتب في الأزمات والمسائل المصيرية ؟
من الممكن أن تكون إجابتي ليست ناضجة إلى درجة أن يـُسمى بها إلى المراتب العليا في تصنيف الأجوبة للأسئلة ، ولكن على كل حال من الأحوال سأقول:-
في قناعتي إنهُ عندما يصاب شخص ما بمشكلة أو مصيبة يحب أن يبوح عمَّا في داخله إلى شخص يحبه ويحترمه ويعزه ، ولكن قد يفاجأ بمن حوله من أحبابه ممن كان وما زال وسيبقى يحبهم ويعزهم إلى درجة ربما لا يتصورها المقابل ، فإذا بهم قد تركوه ليس لأنهم لا يحبوه ولكن لأنهم تعودوا على وجوده ؛ فأصبح من ضمن ديكور حياتهم كمثل أثاث غرفة أو سيارة ... في البداية وعند شرائها يفرحون بها جداً يهتمون بها إلى درجة بالغة الأهمية ، ولكن مع الأيام يقل الاهتمام بها بسبب التعود ، وهذا هو حال من وقع في مشكلة ، ففي هذا الجو وفي تلك البيئة لا يصبح بوسعه إلا أن يدون ما يجول في خاطرة على ورق ، عندها يشعر وكأنه مصاب بمصيبة لا حل لها : ماذا أفعل ...؟ ما هو الحل ..؟! إلى أن ينتهي به المطاف إلى اتخاذ قرار صعب ربما يغير مسيرة حياته التي رسمها في ما مضى من الزمان ويريد تحقيقها في ما سيأتي من الأيام ، وهو لا يعلم إن كان قراره صائبا أم خاطئا ، فيجرّه الزمان والمكان إلى الإحباط وقلة العزيمة وبخاصة عندما تزداد الضغوط عليه إلى درجة لا يتوقع حصولها ، فيصبح هائماً لا يعرف كيف يحكم عقله في التفكير لأن القرار في النهاية ليس بيده ، يسير ولا يعلم ماذا يريد ؟ وماذا يحب ؟ منكباً على وجهه سارحاً في فكره إلى ما لا يعرفه وإلى ما لا نهاية ، وهنا يقف قليلاً للترويح عن نفسه فيجد خير طريقة هي ذرف الدموع ، وهي ليست علامة ضعف ، ولكنها تريح القلب ، مع علمه أن من خلقه أعلم بمصلحته فلا يجد أمامه سوى أن يدعُ الله تعالى بما فيه خيره وصلاحه.
يا حائراً في الدنيا ..
يا صابراً على اللهمِ ..
يا من لوتك الليالي بسوادها...
أصبحت أنت كالسراب في أحشائها
فليس للسرابِ سوى لمعةٍ
تلمع من بعيدٍ وليس لها
في الوجود من وجودِ
أذرف دموعك لعلها
تسقي قلبك المهموم
إن القلب كنبتةٍ
قطع الماء عنها فارتوت من بعد غيابِ
ليس من أسقاها بشراً
لكن رب البشر من قد أسقاها
بماءٍ من السماءِ ينهمر
على نبتةٍ يابسةٍ
وأرضٌ كستها الجرداءُ
هو الرحيم بكل شئٍ قد رحمهاودمتم سالمين