|
مالي أرى الفولاذَ قام إزائي |
وأتى يشدُّ على الحدودِ بلائي |
ويُطِلُّ من خلفِ الظنونِ بكيدِهِ |
رغم المُصابِ يفوقُ صوتَ رجائي |
هل جاءَ يُكملُ للعروبةِ وخزها |
ويُزيدُ أيضاً نزعةَ الأجزاءِ |
أم جاءَ يقبضُ روحَ غزَّةَ جهرةً |
ويُحيلُها لِمقابرِ الأحياءِ |
هل فجوةُ الأنفاقِ تلك هِيَ الأذى |
أمطالبي نُحِرت وجازَ جزائي |
أولا يرى هذي البيوتَ وأهلها |
وكأنَّها الأشباحُ في البيداءِ |
أولا يرى صُوَرَ الجياعِ أمامهُ |
أجسادُهم تمشي بلا أعضاءِ |
تُمسي وتُصبح في حِدادٍ دائمٍ |
ودروبها تغتصُّ بالأشلاءِ |
أوماكفى سورَ العدوِّ وخُبثهِ |
سلبَ الحياةَ موارِدَ الإحْياءِ |
جعلَ البوتَ الَّلاهثاتَ خِلالهُ |
جُزراً تفوحُ بِجُملةِ الأدواءِ |
أوما كفى تلك المذابح تمتطي |
في كُلِّ يومٍ صهوةَ العشواءِ |
لوكان للفولاذِ قلباً لاهتدى |
ولعاد رملاً بعد طولِ عناءِ |
وأبى يُعينُ على البلاءِ ببنييهِ |
ولفرَّ يوماً ناحَ في الأرجاءِ |
ولصارَ يُرثي أُمّةً من ضُعفِها |
طوتِ الإخاءَ بقمّةِ الإقصاءِ |
وغدت تُتاجِرُ في نوائبِ أهلِها |
وتُحِلُّ رُغماً رغبةَ الأعداءِ |
ألقتْ فِضالَ الأمتينِ بِشاهِقٍ |
وكذا تموتُ مواطِنَ الجُبناءِ |
رأتِ الحِصارَ يُزيدُ من أرباحِها |
فبدت تبيعُ مشاعِرَ البؤساءِ |
وأتت تؤكِّدُ بالسِّياجِ بأنَّها |
رضيت بوسمِ علامةِ الضُّعفاءِ |