|
حاشاكِ يا بنتَ العلا حاشاكِ |
من ذا على التعليم قد ألقاكِ |
أنت الكريمةُ و العظيمةُ و التي |
نطقَتْ بكل طهارةٍ شفتَاكِ |
و لقد عرفتُكِ كالنسيم عذوبةً |
و علمْتُ أن الفجرَ قد غنَّاكِ |
و رأيتُ قلبَكِ كالفضاءِ رحابةً |
نبضَتْ جوانبُه بكلِّ ملاكِ |
في روضِكِ الفينَانِ عشْتِ هنيَّةً |
و سكبْتِ لحنَ الدوحِ في مَحْيَاكِ |
وسناك كان على الأحبة مورقاً |
ملأ الأحبةَ بالحبُورِ سناكِ |
بالأمسِ كانَ أريجُ عمركِ في المدَى |
عبِقٌ و للأيامِ فوحُ شذاكِ |
فعلامَ ترتعشينَ يا بنتَ العلا |
بين المدارسِ تطلبينَ شقاكِ |
و تظلُّ عينُكِ بالدروسِ حزينةً |
و يروحُ وجهُك شاحبًا بضَناكِ |
أين البنانُ الرخْصُ كيفَ ذوى وما |
ذاكَ المحيَّا كيفَ صارَ كذاكِ |
غارتْ بشاشتُه وضاع نميرُه |
و التاثَ من طبشُورك الفتَّاكِ |
و الطرفُ أين نعاسُهُ عصفتْ به |
حُمَّى الدفاترِ صحِّحَتْ بعَناكِ |
عيناكِ غائرتَان من فرطِ الضنا |
ومنَ الدروسِ تقرَّحَتْ عينَاكِ |
أمسى لغصن البانِ ميلاً فالتوى |
مَنْ للعنادلِ في رياضِ هواكِ |
يا أختَ هذا القلبِ جرحُك هزني |
أورَى زنادِي حينما أورَاكِ |
يا قاتلَ اللهُ المعاشَ و همَّه |
أودَى بريمِ البانِ و الآراكِ |
و غدَوتِ من لأوائه كحمَامةٍ |
في لحظ صيادٍ ، و كفِّ شَراكِ |
لكِ من تلاميذ المدارسِ شِقوةٌ |
قد جرعتْكِ مرارةَ الأحسَاكِ |
في كل يوم من مكائدهم أذًى |
يودَِي بلبِّ الحازم المتَذاكِي |
شرُّ البلاءِ على رؤوسِ كبارِهم |
و الأصغرُونَ عقاربٌ بحمَاكِ |
قاموا إليكِ بقضِّهم و قضيضِهم |
و تألبوا في قسْمِهم لأذَاكِ |
و تعاونوا فغدَوتِ بين جموعِهم |
في حسرةٍ وتأفُّفٍ و تشَاكِي |
لم يرحمُوكِ فغادَرُوكِ أسيفةً |
تتقلبِينَ على شفِيـرِ أسَاكِ |
و غدَوتِ و العبراتُ منكِ غزيرةٌ |
و تصايحوا ضحِكًا لطولِ بكَاكِ |
قلبي مع العصماء أُهْدِر دمعُها |
في حفنةٍ من صِبيةٍ ، وعــراكِ |
لله ما ذرفتْ غداةَ تأوهتْ |
بين الصفوف و آذنت بهلاكِ |
يا منْ لشمسٍ البيتِ كيفَ تعفرتْ |
في نقع جيلٍ فاسد الإدراكِ |
من للجمال تخطفته يد البلى |
من للورود تتيهُ في الأشواكِ |