أخي الأديب الحبيب هشام عزاس
في نصك الراقي ، والذي كان مؤهلاً لأن يكون قصة قصيرة رائعة ، إشراقة جميلة جديدة في معناها ,
هنا يتغلب الواقع على الوهم ويعلو الحق على الباطل في منعطف تحول على غاية الأهمية صورته بنمط شخصية واعية تمثلت في بطلة (القصة) وحديث نفسها .
الانتقال من حالة العجز والضعف والعلة والأمل بإيجاد العلاج عند الساحر إلى حالة التشكيك ثم التكذيب الواضحة ومن بعدها النصح ، هذا الانتقال جاء مفاجئاً بعض الشيء وكنت أفضل له تمهيداً ما ، وبعودة لبداية النص ، وجدت أن كلمة "لا" كانت بداية موفقة مهدت وأطرت للمفهوم المراد ، وهذا التباين بين الموقفين يمثل حقيقة واقعية عند غالبية الناس فرغم تكذيب العقل للوهم والخرافة إلا أن حالة التأزم والأمل في إيجاد الشفاء المزعوم وضغط المجتمع الجاهل والصورة الوهمية المغلوطة لما هو غيبي ومجهول ، كل ذلك يدفع النفس للميل للتصديق ورجاء وجود حل أو شفاء عند أولئك السحرة والعرافين والدجالين . وهنا تبرز الحكمة العظيمة لنهي الشرع عن إتيانهم في المقام الأول حتى ولو لم يصدَّقوا فيما يقولون ، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (من أتى كاهنا أو عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، ومن أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) أو بمعناه .
أخي الحبيب هشام أشكرك كل الشكر على هذا الطرح الواعي المفيد بأسلوبك الماتع المتميز وأحييك بكل الود .