|
"المجدُ عوفيَ إذ عوفيـتَ والكـرمُ" |
و استبشرت بصدى إقبالِكَ الأمـمُ |
مُذ غِبت فاحت قلوبُ الناسِ ضارعةً |
أن لا يضـرك يا سلـطاننَا ألـمُ |
رحلتَ يا ساكنَ الأرواحِ فارتحلَـت |
أرواحُنـا إثرَكـم تدنـو وتلتحـمُ |
وغبتَ عنّـا وعيـنُ اللهِ تكلؤكـم |
والحـزنُ فينـا وأيـم الله يحتـدمُ |
و لم تغِب عن همومِ الشعبِ تحملُهـا |
وإن تعففتَ عن مَـنٍّ فقـد علمـوا |
فكم رعيتَ يتيماً كم بسطتَ يـداً |
فتلكَ منك جراحُ البـؤسِ تلتئـمُ |
وكم مَنحتَ وكم واسيتَ محتسبـاً |
وكم بذلـتَ فـلا غَبْنٌ ولا نـدمُ |
فيضٌ من الجـودِ لا مـنٌ ولا قتـرٌ |
وكم تلوح سنـىً أمجـادُكَ العصـمُ |
ألبَستَ أرضَكَ تاجَ الأمنِ .. جوهرُهُ |
صدقُ العهودِ وبذلُ الروحِ والذِمـمُ |
والجودُ بالنفسِ أغلى ما يُجـادُ بـهِ |
تخوضُ يومَ الوغى عزمـاً و تقتحـمُ |
في الحربِ في الكَرْبِ تُسدي الرأيَ مُختبراً |
و توقدُ العزمَ بأساً كــلَّهُ حِـمـمُ |
وكم تجشمتَ من هولٍ و عُدتَ و لم |
تجدْ عصيّاً و لم تعثـر بـك القـدمُ |
بل كنتَ تنظـرُ للعليـاءِ مبتسمـاً |
فالفخرُ والهمّةُ القعسـاءُ والشَمـمُ |
لا زلتَ في هيبةِ الضرغـامِ ممتطيـاً |
مُهرَ العزيمةِ تضوي دربَـكَ الهمـمُ |
شراذمُ البغيِ ذلّت تحتَ سطوتِكـم |
وكم تساميتَ عنهـم أيهـا الهـرمُ |
أعجزتَهم بلبيبِ الرُشـدِ منتصـراً |
وأنتَ بالعدلِ والإحسـانِ ملتـزمُ |
والعفوُ دأبُكَ لا جـورٌ ولا صلـفٌ |
و كم تزينُـك الأخـلاقُ والشِيـمُ |
و عُدتَ كالنورِ في كل القلوبِ وكم |
تبـددت بسنـا أنـوارِك الظُلَـمُ |
و عدتَ فينا وعادَ النبضُ مُبتهجـاً |
فالشعبُ مغتبطٌ و الأُفـقُ مبتسـمُ |
و عُدْتَ في قمّةِ الإحسـانِ منتصبـاً |
و لم تغيِّـركَ عمّـا اعتدتـه الزِيَـمُ |
كالصقرِ فـي ذروةِ العليـاءِ منزلُـهُ |
و لم تصلْكَ بغاثُ الطيـرِ والرَخـمُ |
كالطودِ ما اهتزَّ من رِيحٍ وإن عَصَفَت |
كالسدِّ ما هَـدَّهُ فـي منعـةٍ عَـرِمُ |
كالليثِِ عادَ إلى الهيجاءِ منتشيـاً |
كالغيثِ إذ سالَ فالأفضالُ والنِعَـمُ |
كالفجرِ أشرقَ عن عزمٍ و عن ثقـةٍ |
كالبحرِ زمجـرَ والأمـواجُ تلتطـمُ |
"المجدُ عوفـيَ إذ عوفيـتَ والكـرمُ |
و زالَ عنكَ إلى أعدائـكَ الألـمُ " |